إن شخصية الكاظمي العروبية تعتبر خالية من كل العقد الطائفية، والمذهبية، والعرقية، وإذا وجد تعاوناً حقيقياً من الدول العربية، سيعود العراق مجدداً إلى الساحة العربية، لأنه يمتلك كل الميزات والمواصفات التي تساعده على تلك العودة، ومن أهمها أن الكاظمي لم يعد خاضعاً لأي طرف إقليمي في ما يخص القرار العراقي، وقد أبلغ هذا الأمر كل السفراء الذين التقى معهم بعد استلامه رئاسة الحكومة، وعدم الخضوع هذا يمثل حالة إيجابية جداً، لا بد أن يتم تقديرها والتعاون معها من قبل الأشقاء العرب، وعدم السماح بإضاعة مثل هذه الفرصة، لأن ضياعها سيجعل العراق يسير باتجاهات أخرى، وهذه الاتجاهات لن تكون في مصلحته، ولا في مصلحة أشقائه العرب. ومن جانبها فإن المملكة دعمت كل جهود ومشاريع إعادة إعمار العراق، وتواصل الوفاء بالتزاماتها ولم تتوان يوماً عن الوقوف إلى جانب العراق في مختلف الظروف إلى جانب تفعيل أنشطة مجلس التنسيق السعودي العراقي، بما يحقق المصالح الوطنية المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة. وأكد وزير الإعلام السعودي المكلف الدكتور ماجد القصبي أن العراق يجب أن يعود إلى الحضن العربي، موضحاً أن هناك توجيهاً بتعزيز الاستثمارات والتواصل مع العراق. لقد عكست زيارة الكاظمي إلى السعودية عهداً جديداً من العلاقات الدبلوماسية مع العراق التي استؤنفت في ديسمبر 2015، بعد 25 عاماً من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990 ليرسل الكاظمي رسالة لطهران من الرياض مفادها كفى عبثاً ببلاد الرافدين.. وردت الرياض على زيارة الكاظمي بإعلان العودة للحضن.. الكاظمي يدير البوصلة إلى العمق.. العراق عروبي.. ولو كرهت فارس.