-A +A
إبراهيم علوي (جدة) okaz_online@
صدق المثل العربي «دوام الحال من المحال»، إذ لم يبق زمن كورونا شيئا على وضعه، لدرجة طالت الأعمال التي اعتادها الناس في شهر رمضان، ومن المظاهر التي أخفتها «كورونا» تلك البسطات التي ميزت الشهر الكريم، وكانت في الماضي القريب ملاذ الصائمين خلال الساعات التي تسبق رفع الأذان، إيذانا بطي يوم من شهر الصيام، فاختفت الأصوات «تعال قرب»، و«يلا ذوق ومزاجك يروق»، و«دندنه دندنه الزين عندنا».

وللعام الثاني على التوالي تفتقد جدة بسطات رمضان، ذلك الطابع الذي ميز عروس البحر، بينما اضطر أصحابها إلى الاشتغال بأعمال أخرى، لتعويض ما غيبته الجائحة، كما يقول عبده الوصابي، متذكرا بسطته القديمة التي كانت تضج بالصائمين محبي البليلة والبطاطس مع الحمر: «تغيرت الظروف هذا العام كما سابقه، ما يحتم علينا تغيير هذا النشاط، ليس هذا فحسب، بل منعتنا الجائحة من العمل كجسيس، ما فرض عليّ اتجاها مختلفا هذا العام».


ويضيف الوصابي: «وقد وجدت في توصيل المشاوير عبر التطبيقات بديلا مؤقتا لحين عودة الحياة إلى طبيعتها، بإيصال الطلبات والبضائع، لاسيما في المنتجات التي أمتلك خبرة في توفيرها، ومن ثم عرضها للبيع، بربح بسيط، مثل الملابس الشبابية والعطور»، مختتما: «لعلها تعوضني عن البسطة أو فن المجس الذي مارسته سابقا في هذا الشهر الفضيل».