لظهور هلال رمضان لذة وشعور مختلف، تتباين معه يوميات كل منها وطرق قضائه أيامه ولياليه، وبين رمضان الماضي والحاضر، تتداعى الذكريات، وتتهادى في جنبات النفس منها صور شتى، نستمطرها مع ضيف «عكاظ» الشاب نواف بن سلطان الغشيّا، الذي استوقفناه في أحد أحياء مكة ليقص جزءاً من حكاياته الرمضانية التي بقيت مخزونة في ذاكرته. يقول الغشيّا: «إن حلاوة رمضان في مجتمعنا ولذته لم تتغير، فالترابط الواضح بين مكونات المجتمع يساهم في الشعور بجمال وعظمة وعذوبة هذا الشهر، شهر الخير والطاعة والتسامح».
وحين ينظر إلى الفراغ المحيط بعمق كمن يستدعي ذكريات بعيدة أن تقترب، والحديث مازال للغشيّا، نهرع مع والدي -رحمه الله- إلى جيراننا لنهنئهم بقدوم الشهر الكريم، فوسائل التواصل لم تكن تسيطر على الناس في ذلك الزمن، حتى طريقة معرفتنا بدخول هلاله لم تكن سريعة كهذا الزمن، إذ كنا نتسمر بعيون شاخصة أمام التلفاز أو خلف المذياع في انتظار المذيع مخبرا عن ثبوت دخول الشهر المبارك، ولك أن تتخيل حجم الفرحة التي كانت تسري في منزلنا بل في الحارة جميعها، في والدتي -حفظها الله- تباشر تهيئة المنزل وتجهيزه، وهذا والدي يلتقي الجيران وأبناء العمومة يتبادلون التهاني، بينما أنطلق بصحبة إخوتي وأبناء الحارة راكضين في أنحائها فرحين بقدوم تلك الليالي التي لاتخلو من لعب الكرة والفرفيرة والسمر. ثم يزفر طويلا.. متابعاً: «يا لها من سعادة لا يمكن وصفها».
أما عن يومه الرمضاني، فيقول الغشيا: «لم يكن صباح رمضان يختلف كثيرا عن بقية الشهور، سوى ساعة الاستيقاظ، فالجميع يتأخر قليلا ربما حتى العاشرة، كوننا نظل متيقظين حتى صلاة الفجر، وحين أفيق، أقضي بعض المصالح والمشاوير الشخصية، قبل أن أعود ظهرا لقراءة القرآن، ثم قيولة سريعة قبل صلاة العصر، ونمضي بقية الوقت حتى المغرب في مساعدة الأسرة ومرافقة الأصدقاء في القراءة والذكر سويا».
وحين ينظر إلى الفراغ المحيط بعمق كمن يستدعي ذكريات بعيدة أن تقترب، والحديث مازال للغشيّا، نهرع مع والدي -رحمه الله- إلى جيراننا لنهنئهم بقدوم الشهر الكريم، فوسائل التواصل لم تكن تسيطر على الناس في ذلك الزمن، حتى طريقة معرفتنا بدخول هلاله لم تكن سريعة كهذا الزمن، إذ كنا نتسمر بعيون شاخصة أمام التلفاز أو خلف المذياع في انتظار المذيع مخبرا عن ثبوت دخول الشهر المبارك، ولك أن تتخيل حجم الفرحة التي كانت تسري في منزلنا بل في الحارة جميعها، في والدتي -حفظها الله- تباشر تهيئة المنزل وتجهيزه، وهذا والدي يلتقي الجيران وأبناء العمومة يتبادلون التهاني، بينما أنطلق بصحبة إخوتي وأبناء الحارة راكضين في أنحائها فرحين بقدوم تلك الليالي التي لاتخلو من لعب الكرة والفرفيرة والسمر. ثم يزفر طويلا.. متابعاً: «يا لها من سعادة لا يمكن وصفها».
أما عن يومه الرمضاني، فيقول الغشيا: «لم يكن صباح رمضان يختلف كثيرا عن بقية الشهور، سوى ساعة الاستيقاظ، فالجميع يتأخر قليلا ربما حتى العاشرة، كوننا نظل متيقظين حتى صلاة الفجر، وحين أفيق، أقضي بعض المصالح والمشاوير الشخصية، قبل أن أعود ظهرا لقراءة القرآن، ثم قيولة سريعة قبل صلاة العصر، ونمضي بقية الوقت حتى المغرب في مساعدة الأسرة ومرافقة الأصدقاء في القراءة والذكر سويا».