كيف ستكون إستراتيجية نظام الملالي في الجغرافيا السياسية الأفغانية بعد الانسحاب الأمريكي؟ وهل ستلعب طهران في كلا الاتجاهين سراً في الأروقة والدهاليز، وعلناً في الاجتماعات في مسعاها نحو العودة إلى كابل والسيطرة على مفاصل الحكم وإغراق أفغانستان في بؤر الإرهاب والطائفية؟ يبدو أن المستنقع الأفغاني الذي أغرق الدول الكبرى في تفاصيله وفي جباله وكهوفه يستعد من الآن فصاعدا إلى إغراق آخرين، ولعل أبرز الضحايا الجدد لهذا المستنقع سيكون نظام الملالي الذي يتهيأ من الآن لفرصة الانقضاض الطائفي كما يتوهم على أفغانستان.وستتضرر إيران بشدة من الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان. وكانت الخارجية الإيرانية عقدت اجتماعا في طهران تحت عنوان «الحوار بين الأفغان» بمشاركة ممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان»، وشخصيات سياسية وثقافية أفغانية لبحث مستقبل أفغانستان.. ورغم كل الغيوم السوداء التي خيمت على العلاقات بين «طالبان» وطهران بسبب تقارب الأولى مع واشنطن، إلا أن العلاقات لم تنقطع بشكل كامل، حيث أكد ظريف في تصريحات سابقة أن «طالبان»، رغم كل ما قاله حيالها، قوة في أفغانستان ولا بد وأن يكون لها دور في مستقبل هذه البلاد. وكان المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد أكد في تصريحات سابقة له أن إيران هي البيت الثاني للأفغان. ما يعني أن العلاقات بين «طالبان» وطهران لم تنقطع كلياً، وأن الطرفين لا يرغبان في ذلك.
وفي فترة التسعينات، كانت لإيران علاقات عدائية مع «طالبان» لفترة بعد أن هاجمت «طالبان» الشيعة الهزارة في أفغانستان. وكانت ذروة المواجهة الاستيلاء على القنصلية العامة لإيران في مدينة مزار الشريف الأفغانية في أغسطس 1998، حيث قتلت «طالبان» العديد من أفراد الهزارة في المدينة، و9 مواطنين إيرانيين، و8 دبلوماسيين، وصحفيا أيضًا. لكن الأمور تغيرت بعد ذلك بوقتٍ قصير، وخلال رئاسة نجاد (2005-2013) عزَّزت إيران علاقاتها مع «طالبان». وتحت حماية الحرس الثوري الإيراني، أقامت حركة «طالبان» مركزا للقيادة في مدينة مشهد، داخل إيران، لتنسيق عملياتها العسكرية في غرب أفغانستان. وفي ظل هذه الوضعية الشائكة لمرحلة ما بعد الانسحاب بات من الصعوبة بمكان تعريف المصالح الإيرانية على نحو متفق عليه في أفغانستان، وربما يدفع ذلك طهران إلى لعب دور «العميل المزدوج» من أجل التمكين، لكن أية خلخلة أو تفكيك للدولة الأفغانية، بحسب المخطط والنيات الإيرانية المبيتة، ستقود إلى انتقال جزء من هذه الخلخلة إلى الداخل الإيراني، خصوصا أن «طالبان» باتت قريبة من كابول.. لكن النظام الحاكم في قم يبدو أنه لم يتعلم بعد درس التاريخ، وسيكون سقوطه مدوياً في بيت العنكبوت الأفغاني.
وفي فترة التسعينات، كانت لإيران علاقات عدائية مع «طالبان» لفترة بعد أن هاجمت «طالبان» الشيعة الهزارة في أفغانستان. وكانت ذروة المواجهة الاستيلاء على القنصلية العامة لإيران في مدينة مزار الشريف الأفغانية في أغسطس 1998، حيث قتلت «طالبان» العديد من أفراد الهزارة في المدينة، و9 مواطنين إيرانيين، و8 دبلوماسيين، وصحفيا أيضًا. لكن الأمور تغيرت بعد ذلك بوقتٍ قصير، وخلال رئاسة نجاد (2005-2013) عزَّزت إيران علاقاتها مع «طالبان». وتحت حماية الحرس الثوري الإيراني، أقامت حركة «طالبان» مركزا للقيادة في مدينة مشهد، داخل إيران، لتنسيق عملياتها العسكرية في غرب أفغانستان. وفي ظل هذه الوضعية الشائكة لمرحلة ما بعد الانسحاب بات من الصعوبة بمكان تعريف المصالح الإيرانية على نحو متفق عليه في أفغانستان، وربما يدفع ذلك طهران إلى لعب دور «العميل المزدوج» من أجل التمكين، لكن أية خلخلة أو تفكيك للدولة الأفغانية، بحسب المخطط والنيات الإيرانية المبيتة، ستقود إلى انتقال جزء من هذه الخلخلة إلى الداخل الإيراني، خصوصا أن «طالبان» باتت قريبة من كابول.. لكن النظام الحاكم في قم يبدو أنه لم يتعلم بعد درس التاريخ، وسيكون سقوطه مدوياً في بيت العنكبوت الأفغاني.