أكد أستاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن هناك العديد من العوامل التي بدأت تتحكم وتسيطر على النمو الطبيعي عند الأطفال، إذ أصبحت الاعتبارات الصحية مهملة بسبب بعض الظروف التي أوجدتها بعض المتغيرات الاجتماعية، منها كثرة استخدام التكنولوجيا وهو ما ترتب عليه حدوث الخلخلة في النظام الهرموني داخل الجسم، وتجاوز الأكل الصحي، غياب الرياضة، عدم إدارة الوقت بالشكل الصحيح.
وبين أن أهم العوامل التي تؤثر في النمو الطبيعي عند الأطفال هي الوراثة، الغذاء الصحي، النوم المبكر، ممارسة الرياضة، سلامة الصحة من الأمراض المزمنة، العوامل الهرمونية، العوامل النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ (هل كان طبيعياً، مبكراً، متأخراً)، كما أن هرمونا النمو والغدة الدرقية يلعبان دورا رئيسياً في النمو خلال سنوات الطفولة، وليس لهما دور في نمو الجنين داخل الرحم، بينما مركب العامل المشابه لهرمون الإنسولين رقم (2) وهرمون الإنسولين لهما دور رئيسي في نمو الجنين داخل الرحم، وبجانب ذلك فإن النوم المبكر والعميق يزيد من إفراز هرمون النمو، وهو مهم للأطفال واليافعين؛ لأنّه يُحسّن من طولهم، وبنيتهم الجسدية، ووظائف أعضائهم، ويبدو أن تأخر النوم يربك إفرازه ليلاً، لذلك خلق الله النوم؛ حتى يتفرّغ الجسم لترميم ما تلف من الخلايا، إذ يساعد النوم الكافي والعميق والمبكر أنسجة الجسم على النمو بشكل صحيح.
وأشار إلى أن من العوامل المؤثرة في النمو الغذاء الصحي المحتوي على منتجات الحليب والألبان، والفواكه والخضروات، والألياف، واللحوم والأسماك، والبيض، كلها عوامل تساعد على النمو، وأيضاً الحركة والنشاط البدني لهما دوران كبيران في تحفيز هرمون النمو الطبيعي في عمله على سائر الأنسجة والخلايا، ويفضل ألّا تقل الرياضة عن 30 دقيقة يومياً.
ولفت إلى أن بعض الأطفال يتعرضون بسبب تلك العوامل إلى قصر القامة، إذ إن أهم صفات نقص هرمون النمو هي قصر القامة الذي يعد السمة الرئيسية، وتكون ملامح الوجه طفولية، وغير ناضجة، ويكون طول الطفل أقل من المعدل الطبيعي ومن متوسط طول الأب والأم، وتكون سرعة النمو بطيئة، كما أن نمو الطفل أقل من نظرائه في العائلة أو المدرسة، وعدم تغير مقاس الملابس من فترة إلى أخرى، كما هو متوقع في النمو الطبيعي، ووجود تاريخ مرضي يشير إلى نقص سكر الدم أو صغر حجم القضيب، أو اليرقان في العام الأول من العمر، والتكوين العضلي يكون ضعيفاً، والصوت رفيعاً، والجسم يميل مائلاً إلى البدانة، وتأخر العمر العظمي عن العمر الزمني، ويحدث تأخر ظهور الأسنان، وتأخر وظائف أعضائهم ونسبة الذكاء تكون طبيعية، وقلّة النشاط، أو الخمول المستمر، أو صعوبة التركيز، أو ضعف الذاكرة، وضعف نمو الشعر أو تساقطه، وشعور الطفل بالإحباط وعقدة النقص.
وتابع أنه في بعض الحالات يتم الجمع بين هرمون النمو وعقاقير تأخير البلوغ، فذلك يُعتبر حلاً في بعض الأحيان لمن لديه قصر قامة وفي مرحلة البلوغ، أو عندما يكون الطول النهائي المتوقع أقل من متوسط طول الوالدين، وتوجد عدة أنواع متاحة لهذه العقاقير، وهي جرعات شهريّة، أو كل ثلاثة أشهر، حسب التركيز والشركة المنتجة، ويمكن تأخير البلوغ بها، مع بعض الآثار السلبية، مثل تقلبات المزاج، كما أنها قد تؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، لذا ينصح بتناول فيتامين (د)، والكالسيوم، أو شرب الحليب يومياً بشكل وقائي، إذ إن جميع هذه الخطوات تحسّن من الطول النهائي للأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر.
ونصح الآغا جميع الأطفال بعدم التساهل بالعوامل الصحية التي تساعدهم على النمو الطبيعي وتجنبهم التعرض لقصر القامة، إذ إن هذه العوامل طبيعية وباستطاعة كل طفل تطبيقها بشكل يومي والمتمثلة في (النوم الصحي، النظام الغذائي الصحي، ممارسة الرياضة)، مع أهمية الابتعاد وتجنب كل ما يؤثر على النمو الصحي من سلوكيات اجتماعية خاطئة.