انطلقت اليوم (الجمعة)، أعمال «قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية»، وترأسها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية الصين الشعبية.
وأكد ولي العهد في الكلمة الافتتاحية للقمة، أن هذه القمة تؤسس لانطلاق تاريخي جديد للعلاقة بين الصين والسعودية، تهدف لتعميق التعاون في جميع المجالات، وإلى تنسيق وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية، مشيدا بالتطور المتسارع في العلاقة الخليجية الصينية، وبالتنوع الواضح في مجالات التعاون الإستراتيجي بين الجانبين.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة ولي العهد:
فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن أرحب بكم جميعا في المملكة العربية السعودية، سائلين المولى عز وجل أن يكلل بالنجاح مساعينا وجهودنا الرامية إلى صون أمن دولنا واستقرارها وتحقيق تطلعات شعوبنا لمستقبل أفضل يسوده التعاون لتحقيق النماء والازدهار
إننا نجتمع اليوم في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة والعالم، وظروف استثنائية تحتم علينا تفعيل العمل الجماعي المشترك لمواجهة هذه التحديات
وانطلاقا من الأهداف السامية والغايات التي بُني عليها مجلس التعاون لدول الخليج، واستنادا إلى عمق العلاقة والصداقة التاريخية التي تربط بلداننا مع جمهورية الصين الشعبية، فإن قمتنا هذه تؤسس لانطلاق تاريخي جديد للعلاقة بين الصين والسعودية، تهدف لتعميق التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في جميع المجالات، وإلى تنسيق وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية.
تعتبر دول مجلس التعاون جمهورية الصين الشعبية شريكا أساسيا مهما لها، وقد انعكست ثمار إيجابية لهذه الشراكة على مصالحنا المشتركة وعلى أمن منطقتنا واستقرارها، وإن النمو الاقتصادي المتسارع والتطور التقني الكبير الذي وصلت إليه جمهورية الصين الشعبية تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ قصة نجاح تتجلى في مكانة الصين الرائدة الاقتصادية العالمية، وتولي دولنا أهمية قصوى لرفع مستوى الشراكة الإستراتيجية مع جمهورية الصين الشعبية، باذلة الجهود لتعظيم مكاسب هذه الشراكة، كما تتطلع دول مجلس التعاون إلى تبادل الخبرات وخلق شراكات متنوعة في ظل الخطط التنموية الطموحة لدول المجلس، ونشيد بالتطور المتسارع في العلاقة الخليجية الصينية، وبالتنوع الواضح في مجالات التعاون الإستراتيجي بين الجانبين، كالتجارة، والاستثمار، والطاقة، والتعليم، والبحث العلمي، والبيئة، والصحة، وتتطلع دول المجلس إلى رفع مستوى هذا التعاون إلى آفاق أرحب، كما نشير إلى الارتفاع الملحوظ في حجم التبادلات التجارية بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية خلال السنوات الماضية، التي نتوقع أن تستمر في النمو بعد إتمام المفاوضات الخاصة بإقامة منطقة تجارية حرة بين الجانبين، وذلك لتسهيل التجارة وحوكمة المصالح التجارية المتبادلة، بما يتيح الاستفادة القصوى من فرص الاستثمار الواعدة وتعميق توسع مجالات الشراكة بين الجانبين.
وتثمن دول المجلس الشراكة الإستراتيجية بينها وبين جمهورية الصين الشعبية، وتشيد بخطط العمل المشترك للمدة 2023 - 2027 لأهميتها في تعزيز الإطار الإستراتيجي للتعاون بين الجانبين، وتهتم دول المجلس بالعمل جنبا إلى جنب مع جمهورية الصين الشعبية لاستكشاف سبل عملية لمواجهة التحديات العالمية بما في ذلك الأمن الغذائي وتحسين تكامل سلاسل الإمداد العالمية وأمن الطاقة.
وتؤكد دول المجلس لدول الخليج العربية استمرار دورها مصدرا موثوقا لتلبية حاجات العالم للطاقة والصين، وتثمن دول المجلس للصين طرح مبادرات تُعنى بتنشيط مسار التعاون وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف وعلى رأسها «مبادرة أصدقاء التنمية العالمية»، ونشارك التفكير مع أصدقائنا في الصين حول أهمية إعادة توجيه تركيز المجتمع الدولي نحو التعاون والتنمية ومجابهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي
تستمر دول المجلس في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تدعم الحلول السياسية وال...