حسم رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع الجدل الدائر خلال الساعات الماضية عقب مثوله أمام البرلمان بأن هيئة قناة السويس ليست للبيع، وأن الدولة تلتزم بحماية قناة السويس وتنميتها والحفاظ عليها باعتبارها مملوكة لها وللشعب المصري، مؤكداً أن اللغط الذي دار أخيراً حول «إنشاء صندوق هيئة قناة السويس» بعيد تماماً عن بيع القناة، وأن الهدف من الصندوق هو الاستفادة من المشاريع القومية الخاصة بالقناة، وتطويرها من خلال الاستغلال الأمثل لأصول القناة، وفقًا لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها، نافياً أن يكون إنشاء الصندوق هو باب خلفي لبيع القناة.
وأكد ربيع خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الهيئة بمحافظة الإسماعيلية لتوضيح حقيقة بيع قناة السويس أو طرحها للاستثمار أن قناة السويس يحميها الشعب والدستور، ولا يمكن التفريط فيها بأي شكل من الأشكال، كما سيظل كامل طاقم هيئة القناة من موظفين وفنيين وإداريين من المواطنين المصريين دون غيرهم، لافتا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة الفترة الماضية منذ بداية توسعة القناة وتطويرها تهدف لتنمية الموارد الخاصة بالقناة، مستشهدا بحديث الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تنمية موارد قناة السويس، مشدداً على أن كافة حسابات الصندوق تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات.
وأشار رئيس قناة السويس إلى أن تأميم قناة السويس في عهد الرئيس جمال عبدالناصر كان تاريخيا، ومن أجل هذا القرار خضنا حروبا كثيرة، وجاء قرار حفر قناة سويس جديدة تاريخيا بطول 72 كيلومترا في سنة واحدة، وبدأت السفن تعبر منذ أول يوم لافتتاح القناة الجديدة، وتدر دخلاً لمصر، لافتاً إلى أن القناة تعرضت لثلاث أزمات، أولها جائحة فايروس كورونا عام 2020، التي تسببت بدورها في توقف حركة الملاحة في كثير من الدول، إضافة إلى أزمة جنوح سفينة الحاويات الضخمة «إيفرجيفين» في قناه السويس، التي تمكنت الجهود المصرية في تعويمها خلال 6 أيام، في حين أن أفضل التوقعات العالمية كانت تذهب إلى استمرار التعويم في فترة ما بين 3 إلى 6 أشهر، فضلاً عن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وكانت قناة السويس تصدرت تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار شائعة إنشاء صندوق لبيع أصول القناة، وهو الأمر الذي نفته الحكومة، وكشفت عن الأسباب الحقيقية وراء إنشاء صندوق قناة السويس.
من جانبه، شدد نقيب الصحفيين المنسق العام للحوار الوطني رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان على أن انعقاد مؤتمر هيئة قناة السويس على الهواء مباشرة يؤكد أن الدولة حريصة على أن تعلن كل ما يتعلق بموضوع يشغل المصريين، مؤكداً خلال المؤتمر الصحفي أن رئيس هيئة قناة السويس مكلف من رئيس الجمهورية أن يخبر الشعب عن كل ما يتعلق بقناة السويس، مؤكدا أنه لا شيء ممنوع من الأسئلة، معلقا: «اسألوا ما شئتم فلا شيء ممنوع»، وأضاف أن هناك 18 وسيلة إعلامية عربية وأجنبية تغطي المؤتمر بتمثيل يصل إلى 45 شخصا، متابعا: «قناة السويس سالت عليها دماء المصريين ولا يمكن التفريط بها، ولا تلك الدماء، ولا يمكن أن يذهب هذا المرفق لأي أحد آخر».