يشكّل شهر رمضان الفضيل، الذي يحتفى به حول العالم، مناسبة سنوية تتيح للمرء العودة إلى الذات للتأمل في مسار حياته والانغماس في اكتشاف الجديد، ولأفراد المجتمعات فرصة التلاقي بكافة أطيافهم والتواصل في ما بينهم.
وقد بات بإمكان المجتمعات بفضل المنصات الرقمية المشاركة في تجارب جديدة كالمجالس الرقمية، ووجبات الإفطار الافتراضية، وكذلك التفاعل مع الغير من خلال مقاطع الفيديو ومبادرات التضامن والإيمان الرقمية خلال الشهر الكريم، والتواصل مع سائر المجتمعات حول العالم مع الحفاظ على التقاليد الرمضانية والأنشطة التي ترافق الشهر الفضيل. ومع بحث ملايين المستخدمين حول العالم عن محتوى جديد وفي سعيهم إلى تعلّم مهارات جديدة والتواصل مع ثقافات مختلفة ومع بعضهم البعض، توفر تجربة المجتمعات الرقمية الغامرة وسيلة مثالية تتيح لهم البحث عن مصادر الإلهام وممارسة الأعمال الخيّرة وتضمن استمراريتها بعد انقضاء الشهر الكريم.
كذلك، يزخر شهر رمضان الفضيل باللحظات والفرص الفريدة التي تتيح للمبتكرين ولشريحة أكبر من المجتمعات التلاقي حول مواضيع معيّنة، سواء أكان ذلك للبحث عن محتوى مفيد، أو عن نصائح حول الطهي أو عن إرشاد روحي، أو حتى عن طرق لتعزيز مستويات النشاط واللياقة البدنية، أو عن كيفية إعداد مائدة الإفطار. وتشكّل المنصات الرقمية بالنسبة إلى كثير من المستخدمين، وخاصة الشباب، الأداة المثلى للوصول إلى المعلومات القيّمة والممارسات الثقافية، والبحث عن الأجوبة والموارد، وتبادل الآراء مع أفراد المجتمع الأوسع، واكتساب فهم أعمق لشهر رمضان بجانبه الروحاني والإنساني والاجتماعي.
ويعدّ الشهر الكريم أيضًا مناسبة لإعادة التواصل مع الأحباء، حيث تشكّل المجتمعات الرقمية محفّزاً لاحتفال الأفراد البعيدين عن الديار مع أسرهم، وخاصةً المقيمين والمغتربين في أنحاء دول الخليج. فبالنسبة إلى العديد من العائلات، تتيح لها هذه المنصات الشعور بأنها على اتصال بأحبائها، حتى لو لم يكونوا معاً فعلياً. وتعزز المجتمعات الرقمية الإحساس بالحنين والانتماء حيث يحتفل عدد كبير من المستخدمين بشهر رمضان الفضيل عبر الإنترنت ويتشاركون قصصهم مع أحبائهم من خلاله.
وتشهد هذه المجتمعات أهمّ اللحظات التي يتم الاحتفاء بها خلال شهر رمضان الفضيل والتي تبقى محفورة في الذاكرة، حيث يتم تبادل المشاعر الصادقة بين أفراد العائلة والأصدقاء، وتكوين روابط جديدة تستمر لما بعد الشهر الكريم. إنّ المنصات الرقمية هي المكان الذي تتلاقى فيه المجتمعات حول مشاعر التعاطف والتفاؤل، والوسيلة التي تستخدمها لمشاركة تجاربها. وهذا بالضبط ما تقوم به المجتمعات على «تيك توك» من خلال مقاطع الفيديو القصيرة التي تتنوّع بأنماطها ومحتواها، كعرض وصفات الطعام الرمضانية الفريدة من نوعها عبر #طبخات_سهلة_وسريعة، واستمتاع العائلات بوجبات الطعام مع أحبائها ومشاركة أفضل المسلسلات والبرامج الرمضانية عبر #اتفرج_على_تيك_توك، أو بكلّ بساطة مشاركة القصص الملهمة والمؤثرة مع #عائلتي.
كما يمكن للمستخدمين من خلال المجتمعات الرقمية عرض مهاراتهم ومحتواهم وحثّ الآخرين على إيجاد طرق أكثر إفادة للبقاء على اتصال خلال الشهر الكريم. فمثلاً يجعل رواج محتوى الحلقات المتعددة من «تيك توك» وسيلة لاكتشاف المزيد عن البرامج الرمضانية والترفيهية، مما يؤدى إلى إطلاق نقاشات مجتمعية ممتعة حول ما يجب مشاهدته وتوفير المزيد من الفرص للمبتكرين لعرض مواهبهم.
ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار شهر رمضان الفضيل على «تيك توك» شهر الإلهام، حيث اكتشف 46% من المستخدمين الرقميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا نصائح ومهارات ومحتويات جديدة على المنصة خلال الشهر الفضيل العام الماضي. وتؤكّد هذا التوجّه أرقام العام المنصرم التي وجدت أنّ 74% من مستخدمي «تيك توك» يركزون على الأنشطة المجتمعية المتعلقة بشهر رمضان، وأنّ 57% يقضون المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء، مما يعكس نجاح المنصة في إعادة ابتكار الأنشطة الرمضانية التقليدية وتمكين المستخدمين من التواصل مع مجتمعاتهم من خلال محتوى مفيد يضيف قيمة إلى حياتهم اليومية.
ومن العوامل الرئيسية التي تعزّز هذا التفاعل الناجح الطريقة الفريدة والمميزة التي يعدّ بها مبتكرو المحتوى مقاطع الفيديو، وينمّون مجتمعهم ويتواصلون مع أفراده بصورة أعمق.
ويمكن الاطلاع على عمق هذا التفاعل وتنوّعه من خلال فئات المحتوى الأكثر رواجاً في صفوف مستخدمي «تيك توك» خلال شهر رمضان الكريم، مثل الطهو والصحة والترفيه العائلي والألعاب. فقد نمت فئة الترفيه على «تيك توك» وحدها عام 2021 بنسبة 70%، وتصفّح الناس المحتوى المختصّ بالتجميل والأزياء والطعام والطهو بنسبة 23 % أكثر من المتوقع. كما نما التفاعل مع المحتوى المتعلّق بالرياضة بنسبة 15% خلال الشهر الكريم والمحتوى الذي يتناول الديكور المنزلي بنسبة 14%.
فلماذا نشهد هذا الارتفاع في محتويات المجتمعات الرقمية على «تيك توك» خلال الشهر الفضيل؟ يعزى ذلك إلى توفير المنصة لأفراد المجتمع فرصة الارتقاء بمستويات إبداعهم والمشاركة في محادثات هادفة من خلال المحتوى الديناميكي والمتنوع. وبالتالي، تشكّل منصة «تيك توك» التي تدعم قيم المحبة والتكافل والتسامح والعطاء، المركز الثقافي والترفيهي الأول خلال الشهر الكريم، مما يعزّز تأثير مجتمعاتها وفعاليتها ومشاركتها التجارب المميزة.
* رئيسة برمجة المحتوى في «تيك توك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا