مجمع تروكاديرو في شارع كوفنتري بلندن. (وكالات)
مجمع تروكاديرو في شارع كوفنتري بلندن. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يعد مجمع تروكاديرو للترفيه أحد أكبر معالم لندن؛ فهو يقع بين بيكاديللي وسوهو، أشهر مكانين في العاصمة البريطانية. وقد قفز تروكاديرو للأضواء، أمس، بعدما أعلنت السلطات موافقتها على السماح لمالكه المياردير البريطاني الباكستاني الأصل آصف عزيز (56 سنة) ببناء مسجد ومركز إسلامي داخل المجمع، في نحو ثلاثة طوابق. ويعد عزيز من أثرياء بريطانيا، إذ تقدر ثروته بنحو ملياري مليار جنيه استرليني، جناها من اقتناء نحو 40 عقاراً في أفخم مناطق لندن. وذكرت صحيفتا «ديلي تلغراف» و«ديلي ميل»، أمس، أن المسجد الجديد سيتسع لـ390 مصلياً. وكان عزيز؛ الذي اشترى تروكاديرو في سنة 2005، تقدَّم بطلب لسلطات لندن لبناء مسجد في تروكاديرو يسع ألف مصلٍ. لكن السلطات رفضت طلبه في سنة 2020، بدعوى أن السكان اشتكوا من الإزعاج الذي سيقضّ مضاجعهم. كما أن الجماعات اليمينية المتطرفة شنت حملة واسعة النطاق لعرقلة المصادقة على بناء المسجد، خصوصاً جماعة «بريطانيا أولاً»، التي نشطت في جمع توقيعات المعترضين. وقال عضو البلدية المحافظ ماثيو غرين لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض الاعتراضات على بناء المسجد في تروكاديرو «عنصرية، ومفعمة بالكراهية، ومنفّرة». بيد أن مجلس بلدية ويستمنستر وافق في مايو 2023 على خطة بناء المسجد. ويملك عزيز نحو 40 عقاراً في لندن. وقال إنه سيمول تشييد المسجد من خلال «مؤسسة عزيز الخيرية». ويعد مجمع تروكاديرو أحد أقدم معالم لندن، إذ بني في سنة 1896 ليكون مطعماً، واستمر في هذه الصفة حتى تم إغلاقه في سنة 1965، وأعيد فتحه في 1984 مركزاً للمعارض والترفيه. ويوجد هذا المركز في الحي الغربي (ويست اند)، حيث تكثر المسارح والحانات، ويضم تروكاديرو فندق زيدويل؛ الذي يضم 490 غرفة. ومن أشهر نشاطات الترفيه في تروكاديرو المعرض الخاص بعالم غينيس للأرقام القياسية، كما توجد فيه أول سينما ثلاثية الأبعاد في لندن منذ 1997، ويوجد عدد من المساجد الصغيرة في منطقة الحي الغربي، خصوصاً المركز الإسلامي في حي سوهو، لكن هذه المنطقة تضم عدداً كبيراً من الحانات، والأندية الليلية، والحانات الخاصة بالمثليين، وأماكن بيع المشروبات الكحولية. وذكرت مؤسسة عزيز الخيرية أن مسجد تروكاديرو سيوفر خدمات التعبُّد للسياح والمسلمين العاملين في تلك المنطقة. وبرز عزيز في الإعلام البريطاني في سنة 2017 عندما تخاصم مع زوجته أمام المحكمة العليا، التي تلقت منها طلباً للحصول على نصف ثروته، التي قدرت آنذاك بـ1.1 مليار جنيه، لإتمام الطلاق بينهما، واختفت القضية من الشاشات وصفحات الصحف بعدما توصل الملياردير إلى اتفاق ودي خارج المحكمة للتسوية مع مطلقته.