لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس الإبادة الشاملة في غزة، التي لا تستثني البشر، والحجر، والشجر؛ على رغم التنديد الدولي بتلك الفظائع والهمجية، وعلى رغم القرارات الدولية بهذا الشأن. ومن المؤسف أن يتلقى الاحتلال مدداً من القنابل وقذائف الدبابات من الولايات المتحدة، حتى من دون عرض تلك الإمدادات على الكونغرس الأمريكي، طبقاً للنظام التشريعي المعروف. والأسوأ من ذلك أن إسرائيل ماضية أيضاً في مخططها لتهجير أبناء غزة إلى أراضي سيناء المصرية. فبعدما طردت سكان شمال القطاع إلى الجنوب، حيث لاحقتهم الطائرات والمسيرات والدبابات؛ ها هي ترغم سكان وسط القطاع على مغادرته، لتكون بذلك قد شرّدت 2.3 مليون نسمة هم سكان القطاع. ووسط هذا الوضع المأساوي تأتي شكوى جنوب أفريقيا إلى العدالة الدولية لحمل إسرائيل على وقف «الإبادة الجماعية» للفلسطينيين بادرة أمل في إمكان محاسبة إسرائيل، وزيادة عزلتها عن المجتمع الدولي. وخسرت إسرائيل ببربريتها وهمجيتها تعاطف الدول الغربية التي وقفت معها خلال الأسابيع الأولى من حرب غزة. كل ذلك ولم تثبت إسرائيل حتى الآن تحقيق أي من أهداف حملتها الظالمة، خصوصاً تدمير حركة حماس. تتصور إسرائيل أنها قادرة على إبادة سكان غزة الحاليين. لكنها لا تعرف أن مقابر غزة وبيوتها المهدمة وأشجار زيتونها المحروقة، ستُنْبِت أجيالاً جديدة من الفلسطينيين، سيواصلون مسيرة شهدائهم، للحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.