-A +A
محمد حفني (القاهرة)

بعد الحريق الضخم بمنطقة الموسكي القريبة من العتبة «بوسط القاهرة» منذ أسبوع، والذي أدى إلى وفاة 5 وإصابة 8 وخسائر بالملاين، شب صباح اليوم (الجمعة) حريق ضخم بعدد من المحلات التجارية ومخزن للملابس، وسرعان ما امتدت النيران لجميع الطوابق والمحلات المجاورة، وتسببت ألسنة النيران في انهيار عقار بالكامل كونه من المباني القديمة الموجودة في المنطقة، واستمرت عملية إخماد النيران لعدة ساعات، وسط خسائر تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، فيما تقوم لجنة من محافظة القاهرة بحصر الخسائر المادية.

وتبين من التحريات الأولية، تضرر المباني المجاورة للحريق بشكل كبير، نظرًا لأن معظم العقارات الموجودة بالمنطقة قديمة، والأسطح الموجودة بها من الخشب، وتبين وجود حالة وفاة وإصابة العشرات باختناق نتيجة للحريق، فيما تقوم قوات الحماية المدنية حالياً بعمليات تبريد لموقع الحادث لعدم تجدد النيران مرة أخرى، عقب السيطرة عليه بعد ساعات من نشوبه، وذلك بعدما انتقلت 15 سيارة إطفاء لموقع الحريق، من أجل السيطرة على الحريق ومنع امتداده للعقارات والمحلات المجاورة، بالإضافة إلى الأوناش والسلالم الهيدروليكية، وكافة المعدات الثقيلة للسيطرة على الحريق، وسط تواجد أمني مكثف.

وتم انتداب المعمل الجنائي لمعاينة الحريق، وكشف أسبابه وملابساته، وحصر الخسائر الناتجة عنه، وتم فرض كردون أمني حول مكان الحادث، وقام العشرات من الباعة المتجولين برفع كافة متعلقاتهم من الشارع، وسط صراخ من آخرين حول شقى عمرهم الذي ضاع في لحظة، كما أخلت العقارات المجاورة للحريق من سكانها، وقرر العشرات من أصحاب المحلات التجارية في المنطقة عدم فتح محلاتهم لحين استقرار أوضاع الحريق، خصوصا أن يوم «الجمعة» يوم بيع وشراء، كون الكثير من الأهالي يتسوقون في هذا اليوم كونه يوم إجازة.

وانتقل إلى مكان حريق العتبة محافظ القاهرة اللواء إبراهيم صابر؛ لمتابعة جهود فرق الإطفاء، كما وصل كل من مدير أمن القاهرة اللواء طارق راشد، ومدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة اللواء جمال ياسين، إلى موقع الحريق لمتابعة جهود قوات الدفاع المدني، وفتحت النيابة العامة في بالقاهرة تحقيقات موسعة في حادث حريق العتبة، حيث أمرت بانتداب فريق من الأدلة الجنائية للوقوف على أسباب الحريق وملابساته وتحديد حجم الخسائر.

وكشف مصدر أمني لـ«عكاظ» أن الخسائر المبدئية للحريق تتخطى عشرات ملايين الجنيهات، نظرًا لحجم كميات البضائع الكبيرة الموجودة داخل المحلات والمخازن، متوقعاً أن تقوم الحكومة خلال الساعات القادمة بغلق تلك المحلات ونقلها إلى مكان آخر أكثر آمنا بعد تجدد الحرائق بها، موضحاً أن قوة النيران كانت صعبة ومخيفة، مما أدى إلى سرعة امتدادها للعقارات والمحلات المجاورة.