لا تنكر الولايات المتحدة في استراتيجيتها أن تركيا من الدول الحليفة على المستوى السياسي والعسكري، إلا أن ساسة واشنطن باتوا أكثر انزعاجا من سياسة الرئيس رجب أردوغان في الملفات الإقليمية. الانزعاج الأمريكي من أنقرة ليس وحيدا، حتى «الناتو» بات منزعجا جدا خصوصا بعد العدوان التركي في الشمال السوري، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى القول، إن الحلف في حالة «موت دماغي»، لأنه لم يتمكن من وقف الغزو، ما دفع أردوغان للرد عليه. ربما يقلل البعض من أهمية الاصطدام التركي الأوروبي مقارنة مع الاصطدام والخصام التركي الأمريكي، باعتبار الكلفة الأمريكية باهظة على الجانب التركي، خصوصا وأن دونالد ترمب هدد في أكثر من مرة بهدم الاقتصاد التركي.وفي تصعيد جديد بين واشنطن وأنقرة، هدد أردوغان بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكوراجيك «إذا استدعت الضرورة»، معتبرا قرار الشيوخ الأمريكي المتعلق بالإبادة الأرمنية «خطوة سياسية لا وزن لها»- على حد قوله-. إن دخول التعاون العسكري الأمني على مسار العلاقات التركية الأمريكية، مسألة خطيرة تنعكس على الأمن الإقليمي، خصوصا أن واشنطن تعتمد على «أنجرليك» في ضرب «داعش»، في الوقت الذي رفضت أنقرة في 2014 الانضمام إلى الطلعات الجوية ضد التنظيم لأسباب سياسية. وحاول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، التخفيف من حدة الخلافات التركية الأوروبية حول العديد من الملفات الإقليمية، بالقول: إن أنقرة ليست لديها نية للابتعاد عن «الناتو». وأضاف خلال مشاركته مع نظيره القطري خالد العطية في «منتدى الدوحة»، أن تركيا حليفة أساسية في قلب الناتو.