في بداية الأزمة السورية كانت الطموحات الشعبية وحتى الدولية مع نهاية كل عام أن يكون عام الحل، لكن ومع بداية سنة جديدة تأخذ الأزمة شكلا جديدا من الصراع ومستوى النزاع على الأرض.
ثمة متغيرات كثيرة على الساحة السورية بالشكل السياسي والعسكري وتغير المواقف الدولية والإقليمية، كل هذه المتغيرات كانت تصب في تعميق الأزمة، إلا أن المتغير الأساسي الذي نجح فيه بشار الأسد هو تغيير موجة وطبيعة الصراع، إذ تمكن من نقل الأزمة من صراع بين الشعب والسلطة الحاكمة إلى صراع دولي إقليمي من خلال إخراج كل التراكمات الأيديولوجية في الشرق الأوسط إلى السطح سواء كانت التراكمات الدينية التي أنتجت فيما بعد التطرف، أو التراكمات القومية التي أنتجت فيما بعد تجارب سياسية مثل تجربة الإدارة الذاتية في الشمال والشرق، وبهذه الطريقة فلت الأسد من المواجهة الشعبية بتدويل الأزمة وتحويل هذا البلد الحيوي والإستراتيجي إلى حلبة ملاكمة على كل المستويات.
مع نهاية عام 2019، ظهرت تطورات على الملف السوري؛ الأول تحول العلاقة الأمريكية مع اللاعبين على الأرض إلى مستوى آخر، وبالتحديد الأكراد، إذ تحولت العلاقة من مستوى التحالف إلى مستوى اقتصادي بحت، وباتت الولايات المتحدة تتطلع إلى السيطرة على منابع النفط بتسخير 600 جندي في الشرق السوري، هذا التطور الأمريكي حرك كل الأحجار على الأرض السورية، فأدى ذلك إلى تحريك شهوة تركيا للانقضاض على الأكراد وبالفعل شنت عدوانا عسكريا سيطرت بموجبه على مدينتين حدوديتين (تل أبيض – رأس العين)، هذا العدوان أدى بشكل من الأشكال إلى إعادة الاعتبار للدولة السورية في مناطق الشمال بغطاء روسي، وأيضا رفع الرصيد الروسي في سورية لينتقل الملف الكردي من أمريكا إلى روسيا، بعد أن تم الاتفاق بين موسكو وأنقرة على خروج طهران من ملف شرق الفرات، وهذا ما جرى بالفعل، إذ اختفت إيران من تطورات شرق الفرات، بل ارتفع عدد الضربات التي تستهدف مواقع المليشيا الإيرانية في البوكمال.
كل الدول المعنية بالأزمة السورية على الأرض ليست قادرة على إنهاء هذا الصراع، بل في كل يوم يغرقون في وحل الصراع، وحدها أمريكا فقط قادرة على تغيير أدوار اللاعبين ومنح طرف أكثر من طرف، وهذا ما جرى بعد الإعلان الأمريكي بالانسحاب من شمال شرق سورية، إذ تغيرت خارطة النفوذ على الأرض في أقل من أسبوعين.
إذا لا تغير في الملف السوري في عام 2020، ما لم تتحرك الرؤية الأمريكية حيال هذا الصراع، وعلى الرغم من الدور الروسي الضخم، إلا أنه غير قادر وحيدا على تغيير مستوى الصراع أو إخضاع الجميع ما لم يحصل على غض الطرف الأمريكي.
ثمة متغيرات كثيرة على الساحة السورية بالشكل السياسي والعسكري وتغير المواقف الدولية والإقليمية، كل هذه المتغيرات كانت تصب في تعميق الأزمة، إلا أن المتغير الأساسي الذي نجح فيه بشار الأسد هو تغيير موجة وطبيعة الصراع، إذ تمكن من نقل الأزمة من صراع بين الشعب والسلطة الحاكمة إلى صراع دولي إقليمي من خلال إخراج كل التراكمات الأيديولوجية في الشرق الأوسط إلى السطح سواء كانت التراكمات الدينية التي أنتجت فيما بعد التطرف، أو التراكمات القومية التي أنتجت فيما بعد تجارب سياسية مثل تجربة الإدارة الذاتية في الشمال والشرق، وبهذه الطريقة فلت الأسد من المواجهة الشعبية بتدويل الأزمة وتحويل هذا البلد الحيوي والإستراتيجي إلى حلبة ملاكمة على كل المستويات.
مع نهاية عام 2019، ظهرت تطورات على الملف السوري؛ الأول تحول العلاقة الأمريكية مع اللاعبين على الأرض إلى مستوى آخر، وبالتحديد الأكراد، إذ تحولت العلاقة من مستوى التحالف إلى مستوى اقتصادي بحت، وباتت الولايات المتحدة تتطلع إلى السيطرة على منابع النفط بتسخير 600 جندي في الشرق السوري، هذا التطور الأمريكي حرك كل الأحجار على الأرض السورية، فأدى ذلك إلى تحريك شهوة تركيا للانقضاض على الأكراد وبالفعل شنت عدوانا عسكريا سيطرت بموجبه على مدينتين حدوديتين (تل أبيض – رأس العين)، هذا العدوان أدى بشكل من الأشكال إلى إعادة الاعتبار للدولة السورية في مناطق الشمال بغطاء روسي، وأيضا رفع الرصيد الروسي في سورية لينتقل الملف الكردي من أمريكا إلى روسيا، بعد أن تم الاتفاق بين موسكو وأنقرة على خروج طهران من ملف شرق الفرات، وهذا ما جرى بالفعل، إذ اختفت إيران من تطورات شرق الفرات، بل ارتفع عدد الضربات التي تستهدف مواقع المليشيا الإيرانية في البوكمال.
كل الدول المعنية بالأزمة السورية على الأرض ليست قادرة على إنهاء هذا الصراع، بل في كل يوم يغرقون في وحل الصراع، وحدها أمريكا فقط قادرة على تغيير أدوار اللاعبين ومنح طرف أكثر من طرف، وهذا ما جرى بعد الإعلان الأمريكي بالانسحاب من شمال شرق سورية، إذ تغيرت خارطة النفوذ على الأرض في أقل من أسبوعين.
إذا لا تغير في الملف السوري في عام 2020، ما لم تتحرك الرؤية الأمريكية حيال هذا الصراع، وعلى الرغم من الدور الروسي الضخم، إلا أنه غير قادر وحيدا على تغيير مستوى الصراع أو إخضاع الجميع ما لم يحصل على غض الطرف الأمريكي.