بـ«مزيد من الإصرار»، تشدقت سلطات بشار الأسد في سورية بالسير قدما في هتك سيادتها من قبل إيران، وإمعانا في التذلل تحت وطأة الاعتداء الإيراني على أرض سورية، التي مزقتها نيران القيادة الإرهابية في طهران، إذ خرجت تصريحاتها اليوم (الجمعة) نعياً وبكاءً على مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، ومهندس الخراب في الدول العربية.
وكما يُقال في المثل العربي «رمتني بدائها وانسلّت»، وصف مصدر في وزارة الخارجية لنظام بشار الأسد، العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية، وأدت إلى مقتل قاسم سليماني مع عدد قياديي الحشد الشعبي في العراق، بأنها «عدوان جبان» و«تصعيد خطير»، وكأن حضور سليماني وقواته العسكرية في أرض سورية لم يكن إلا للنزهة.. لا القتل وسفك الدماء والتدمير.
الإدانة السورية التي حملت وصف «الكوكبة الاستثنائية» لزمرة الإرهاب والقتل، لم تكن تعبيراً إلا عن الانصياع الكامل وارتهان قيادة سورية لعدوان فارسي على أرض عربية، لن يدوم طويلاً بمثل هذه الضربات الإستراتيجية، كما أن تصريحات «خارجية الأسد» تناقض مبدأي «المقاومة» و«الإصرار» اللذين زعمتهما، وإلا كان حرياً بها أن تسلكهما وتتبعهما بحذافيرهما، حتى تتخلص سورية من اضطهاد إيراني لم يشهد له تاريخها الحديث مثيلا.