يبدو أن «نفس» جبران باسيل التي نأت به عن إدانة الهجوم على أرامكو والاعتداء على المملكة، أصابها جذام السياسة الجبانة حتى لم يتورع عن التصريح علانية بعدم استطاعته ووزارته إدانة الهجوم آنذاك بسببها، لتعود «النفس» ذاتها تشجب وتستنكر وتدين مقتل عراب القتل في المنطقة قاسم سليماني بكل جرأة ودونما خجل.
«باسيل» لقي نفسه أمام سياط تنديد اللبنانيين قبل غيرهم من العرب، ببيان وزارته حول العملية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين، على نحو أظهر دولتهم مختطفة القرار والسيادة من قبل إيران، حتى لا تجرؤ على إدانة جرائم طهران في المنطقة، ومنها جرائم سليماني الذي انتهك سيادة لبنان مراراً وتكراراً وتذرع خلالها بإرهابه عبر حزب الله وأعوانه، ولطالما خطط للقتل وإثارة القلاقل والاختطاف وتمويل الإرهاب على أراضيه، وعرض بأمن لبنان وقزمه أمام المجتمع الدولي نتيجة تنفذه وأعوانه وسيطرته على مفاصل الحكومة اللبنانية وسياساتها، دون أن يظهر صوت باسيل أو رد فعله المناوئ ولو صورياً حفظاً لكرامة بلاده.
باسيل أظهر اليوم ضعفه وتناقضه، وأثبت من جديد أنه لا يملك حنكة السياسي الأمين على مصالح وطنه، ولا قوة الوزير المتمكن من وزارته، ووضع نفسه أمام الجميع رهيناً لأمزجة وأهواء العابثين بأمن لبنان والمنطقة.