-A +A
رياض منصور (بغداد) Mansowriyad@
وسط توتر شديد، تراقب حكومة كردستان تطورات المشهد الساخن في بغداد، لاحتواء أي «فيروس» مماثل يمكن أن يعبر الحدود وينتج عنه نقل الصراع الأمريكي الإيراني إلى مطار إربيل، حيث توجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خصوصا أن عاصمة الإقليم خلافا لبقية الساحات لا تحتمل أي عنف من أي نوع، فالوضع الراهن في العراق بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، يطرح عشرات الأسئلة والتكهنات حول سيناريو الرد المتوقع.

كردستان لديها ما يقلقها الآن وخطوط هواتفها الساخنة لم تتوقف منذ عملية «البرق الأزرق» في مطار بغداد مع واشنطن، مطالبة بتعزيز الحماية وهو ما حصلت على وعد به لحماية المطار والقاعدة الأمريكية تحسباً لأي انتقام إيراني.


ورغم هدوء التصريحات الرسمية لحكومة كردستان، إلا أنها متخوفة مما يجري في الساحة العراقية من الحقن الطائفي وفوضى الإدارة ووجود بلد مهشم ودولة أعلنت فشلها تحت وطأة التدخلات الإيرانية.

وترى كردستان أن الأحداث الأخيرة صراع نفوذ ولا يمكن للإقليم أن يكون جزءا منها، إذ إنه يفضل عدم الانجرار وراء سياسة المحاور والتي ستكون لها تبعات سياسية وأمنية واقتصادية على العراق.

وتدرك إربيل أن القيادات الموالية لإيران في العراق لا تنظر باحترام إلى الإقليم منذ أن حذرت حكومة كردستان القوى العراقية والحشد من مخاطر الانجرار وراء الحرب بالنيابة، أو سياسة المحاور. الأكراد بمختلف مواقعهم في الشارع وخارطة القوى السياسية وحتى في مؤسسات الإقليم عيونهم متمترسة خلف ما يجري بين واشنطن وطهران وبغداد، والجميع يخشى انتقال الفيروسات والعدوى من أن تصل أذرع إيران للإقليم لاستهداف مصالح أمريكية بعينها.

لذا تحاول رئاسة الإقليم إمساك العصا من المنتصف، مؤكدة أنها صديقة الجميع ولا يجوز اتخاذ العراق ساحة لحسم صراعات الدول، داعية إلى حل المشكلات عن طريق الحوار، وحذرت من أن استمرار هذه التعقيدات سيمضي بالعراق والمنطقة نحو الهاوية ومستقبل مجهول وسيؤدي إلى إحياء القوى الإرهابية من قبيل داعش.