-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
سيكون النظام الإيراني بعد مقتل قاسم سليماني على أبواب مطار بغداد الدولي أمام خيارين، الأول: الاتصال بالخارجية السورية والطلب من صديقهم وليد المعلم تزويدهم ببيان قديم ومكرر يستعمله النظام السوري للرد على كل ضربة أمريكية أو إسرائيلية لأهداف داخلية ويحمل عبارة ثابتة «نحتفظ بحق الرد»، والثاني: توجيه الأوامر لكل الأذرع المليشياوية التابعة لنظام الملالي على امتداد العالمين العربي والغربي بتوجيه الضربات للمصالح الأمريكية وحلفائهم. نظام طهران بالخيار ما بين الحرب والسلام، لا يملك كما يبدو ترف الخيار.

لقد قرأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقيادته الأمنية والعسكرية جيداً ما قام به أنصار سليماني عند أسوار سفارة واشنطن عندما هرولوا بفك خيمهم وفض اعتصامهم وانسحابهم بعدما هددوا بحرق السفارة ومن فيها.


أدرك الأمريكيون وهم يراقبون من سور السفارة في بغداد أن إيران ومن معها غير قادرين أو مستعدين للحرب وأثمانها، فجاء القرار بقتل سليماني ومن معه.

... هل تذهب المنطقة إلى الحرب؟

لقد قالها ترمب واضحة قبل أيام، إنه يريد السلام ولا يريد الحرب مع إيران وبالأمس قتل سليماني، هو ليس تناقضاً بقدر ما هو من وجهة النظر الأمريكية إزاحة حجر عثرة من أمام سلام من الممكن عقده مع طهران، وبالتالي تبدو الكرة الآن في ملعب نظام الملالي الذي عليه أن يقرر إما الدخول في الحرب أو مد يده للسلام، مع الإشارة إلى أن دخول الحرب يحتاج للكثير من الإمكانيات والقدرات وهو ما لا تملك إيران، فيما القناعة بالسلام تحتاج لإدراك أن هذا الطرف لا يملك القدرة على الحرب وهي قناعة موجودة وإن لم يُعترف بها.

بعيداً عن الضجيج ومظاهر الغضب وأيضاً الفرح في العراق والكثير من العواصم التي كان لسليماني دور فيها، فإن النظام الإيراني وبعد تشييع قاسم سيستعيد هدوءه، ومن المؤكد أنه لن يجنح باتجاه الحرب ولكن سيبحث عن طريقة لحفظ ماء الوجه تماماً كما حصل في الاشتباك الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل في لبنان، إذ ضربت إسرائيل في الضاحية الجنوبية فرد الحزب على الحدود من دون وقوع ضحايا بشرية..!

من المؤكد أن مرحلة جديدة بدأت بعد مقتل سليماني، سيبدأ الجميع بتلمسها في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، واللافت كان التصريح الفرنسي تعليقاً على مقتله والذي قال: «الأولوية للاستقرار في الشرق الأوسط».