«إن لم يكن الرد على اغتيال قاسم سليماني بهذا الحجم، فإنها بداية غير جيدة لمرحلة قاسية بالنسبة لمحور مايسمى بالمقاومة في لبنان».. هو القلق الكبير الذي عبّر عنه أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في خطابه من ضاحية بيروت الجنوبية، الذي تعيشه كل الأذرع والفصائل الموالية لإيران بعد مقتل سليماني.
بعيداً عن القلق والارتباك بفعل الصدمة، تساؤل ونقطتان يمكن التوقف عندها فيما صدر من مواقف عن نصرالله.
في مقدمة كلمته تحدث بإسهاب عن مخطط الرئيس الأمريكي ترمب في العراق للسيطرة على نفطه وانتهاء بالهيمنة السياسية على الدولة، وهنا يبرز التساؤل، إن كان هذا هو مخطط ترمب، فما هو مخطط إيران في العراق؟ والذي كان شعار غضب الشعب في الساحات والشوارع وتحديداً في المدن ذات الغالبية الشيعية في الأسابيع الأخيرة؟
أما النقطتان، فالأولى: تأكيد نصرالله على أن سليماني ليس شأنا إيرانيا بحتا، بل يعني كل فصائل المحور الإيراني من لبنان إلى العراق واليمن وسورية، ومن ثم فإن أي رد انتقامي تقوم به هذه الفصائل لا علاقة لإيران به.
لقد حاول نصرالله حماية إيران من أي رد فعل أمريكي في حال حصول أي عمل عسكري ضد الجيش الأمريكي من قبل هذه الفصائل، وبالتالي فصلها عن مسألة الرد على قتل سليماني، وهو ما يبدو مستحيلا في المنطق الأمريكي، خصوصا أن الرد على الاعتداء الذي تعرضت له السفارة في بغداد من قبل الحشد هو قتل سليماني.
أما النقطة الثانية: فهي تحديد الرد على مقتل سليماني بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية وكل عناصر وضباط الجيش الأمريكي، والتي يمكن الاستعاضة عنها بقيام الدولة العراقية بسحب الشرعية عن الوجود الأمريكي في العراق، وهو ما يشكل إشارة على تمسك نصرالله بعدم الذهاب بعيدا في العداء مع واشنطن، خصوصا أن الدعوة لاستهداف جيشها استعارة واضحة لخطاب «القاعدة» الإرهابي.
لا يمكن قراءة فداحة الخسارة لمحور إيران بمقتل سليماني إلا من خلال قراءة ملامح الغضب ونبرة الصوت التي حملها نصرالله في إطلالته الأخيرة. هناك قلق واضح على المصير وقلق مما ستحمله الأيام القادمة.