-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
خطاب لا يمكن أن يكون إلا توأماً لخطابات الجماعات والتنظيمات الإرهابية، كلمات مشحونة بـ«الفكر الإجرامي»: «استشهاديون، تفجير، عمليات إرهابية، جهاديون»، بلسان ضاد وروح فارسية، توعد من خلال «سيّد أوغاد الضاحية» حسن نصر الله، بالقصاص من الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، محدداً «القواعد العسكرية الأمريكية، البوارج العسكرية الأمريكية، كل ضابط وجندي في المنطقة».

حديث نصر الله في حفل تأبين لسليماني والمهندس في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (الأحد) والذي كانت أقرب ما تكون فيه الكلمات والوعيد والنذير إلى بيتٍ جرير الأشهر: «زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً... أبشر بطول سلامة يا مربع»، بعد أن طالب الأمين المرتبك بضرورة إخراج القوات الأمريكية من كل المنطقة.


ووسط غيبوبة السيّد المنحاز دائما إلى إيران، ولسان الملالي في لبنان، عن مجريات الأحداث في بغداد، والتظاهرات الشعبية في العراق الداعية إلى خروج أذناب إيران من الدولة العربية، طالب «حسن زميّرة» كما يسميه بعض اللبنانيون، من العراقيين «إخراج القوات الأمريكية من العراق وتحرير العراق من الاحتلال الجديد».

وإذا كان الصراخ على قدر الألم، فإن ما تفوه به نصر الله من حديث يشير حقاً إلى قدر الضربة القاصمة التي تلقتها إيران وأذنابها في المنطقة يقول حسن: «الاستشهاديون الذين أخرجوا أمريكا من منطقتنا ما زالوا موجودين وأكثر من السابق، المجاهدون والمقاومة الذين أخرجوا الأمريكيين كانوا قلة قليلة، واليوم هم شعوب وجيوش تملك إمكانات هائلة»، الأمر الذي يؤكد ما قاله جرير قبل مئات السنين: «ورأيت نبلك يا فرزدق قصرت... ووجدت قوسك ليس فيها منزعُ».