-A +A
طاهر الحصري (جدة) tito_ibrahim0@

في السياسة كما في الطقس.. العوامل المؤثرة في أحداث الغد يمكن رصها ومتابعة حركتها من اليوم دون أن يكون تطاولا على الغيب.

ففي حسابات الأرصاد الجوية فإن الخبراء يتحفظون دائما عندما يتنبأون بأحول الطقس تحسبا لمفاجأة تقع في اللحظة الأخيرة، ولكن المفاجآت لا تقع كل يوم.

وفي حسابات الأرصاد السياسية، فإن الذين يتعرضون لها عليهم أيضا أن يتحفظوا لمفاجأة تقع في اللحظات الأخيرة، ولكن المفاجآت في السياسة أيضا ليست قانونا كل يوم، «أو كما قال أحدهم».

إلا أن الرئيس التركي رجب أردوغان اختار أن يباغت العالم بمفاجأة ظن أنها قد تغير موازين ومفاهيم القوى في المنطقة، وذلك بالموافقة السريعة، التي أدهشت المراقبين، لبرلمان بلاده على إرسال قوات تركية إلى ليبيا استجابة لطلب حكومة الوفاق، اعتبارا من 7 يناير الجاري.

وكما هو معلوم، فإن حسابات السياسة ليست وحدها المحرك الأساسي لأسلوب إدارة الحكومة الأردوغانية، إذن لماذا لم يلتفت البرلمان التركي إلى ضرورة إرسال قوات عسكرية لمنطقة نزاع ظل الصراع ينهشها لمدة 9 سنوات؟

لذا جاء القرار على عجل وبغير دراسة للتغطية على ما أشار إليه أردوغان في أكثر من مناسبة من أن الاتفاق بين مصر وقبرص بشأن «الكنز» الذي اكتشف أخيرا، غاز شرق البحر المتوسط، لا يمكن أن ينفذ بدون الموافقة التركية، في رغبة فاضحة لاستقطاع حصة من الاتفاق باستغلال الموقف الليبي المتأجج، وخلق موطئ قدم جديد على الجبهة الثانية من المتوسط، واستعادة لأمجاد أجداده قبل 150 عاما.

ولأن المفاجآت السياسية ليست هي العادة، جاء التحرك «مصر- السيسي» سريعا ومدهشا كذلك، وعلى درجة عالية من المسؤولية في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت الملائم، وقبل «التمويه الأردوغاني» بسنوات، إذ عمدت القاهرة إلى الاستحواذ على صفقات أسلحة متطورة وشراء حاملات طائرات، وتنويع مصادر الحصول على السلاح من دول مختلفة (أمريكا، روسيا، فرنسا)، كما أعلنت غداة القرار التركي تأمين حدوها الغربية ضد أي عمل عسكري، ونشرت فورا قوات عسكرية (جوية وبحرية ودفاع جوي) على الحدود الليبية، إضافة لدعم من القوات المتمركزة في قاعدة محمد نجيب العسكرية الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط.

التحرك المصري ترافق معه تحركا على أرض العمليات بسيطرة قوات الجيش الوطني الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر بشكل كامل على مدينة سرت الليبية، مع سيطرة القوات الخاصة البحرية على ميناء المدينة الساحلية.

الاستهجان من الموقف التركي، شمل أيضا دول الجوار، برفض رئاسة الجمهورية التونسية إجراء أي عمليات إنزال عبر حدودها، مشددة على لسان المتحدثة باسم الرئاسة بأن «تونس لا تسمح بذلك».

فإلى أين يتجه أردوغان؟ وهل ستكون تلك هي مغامرته الأخيرة، أم مثواه الأخير؟

"قوات الجيش المصري"

مستوى التصنيف: المرتبة الـ12 عالميا

عدد الجنود: 440 ألف جندي نظامي

القوات الجوية: 1092 طائرة حربية متنوعة

سلاح الدبابات: 2160 دبابة الـ 14 عالميا

سلاح المدرعات: 5735 مدرعة الـ13 عالميا

القوات البحرية 320 قطعة بحرية الـ 6 عالميا

.