وافق مجلس النواب التونسي، اليوم (الأربعاء)، على مساءلة رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، حول ما دار في زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة ولقائه الرئيس التركي، رجب أردوغان، التي وصفت بحسب أعضاء في البرلمان ووسائل إعلامية تونسية بأنها «غامضة» ومثيرة للشبهات.
وصوت أغلب النواب على إدراج مساءلة رئيس البرلمان في جدول أعمال المجلس اليوم، وذلك وفقاً لمصادر «سكاي نيوز عربية».
وكان الغنوشي التقى بالرئيس التركي، في أنقرة، عقب مرور يوم من رفض البرلمان منح الثقة لرئيس الحكومة المكلف، الحبيب الجملي، وهو ما أثار مخاوف من نقل تسريبات خاصة بالداخل التونسي من شأنها اعطاء المجال لتدخلات تركية في شؤون تونس، وتضاعفت الشكوك مع عدم إفصاح الغنوشي عن تفاصيل اجتماعه المغلق مع أردوغان، مكتفياً بتبرير أسباب اللقاء في تهنئة الرئيس التركي بتطوير بلاده سيارة كهربائية مزعومة، وهو العذر الذي لم يقنع الشارع التونسي والإعلام والبرلمان على السواء. في حين أوردت وكالة الأنباء التركية، أن اللقاء استمر قرابة ساعة وثلث ولم يسمح لوسائل الإعلام بحضوره.
واستفزت هذه الملابسات حول الاجتماع المغلق بين أردوغان والغنوشي غالبية الأحزاب البرلمانية في تونس، وتساءل الكثيرون كيف يمكن أن يتحول البرلمان إلى حالة تبعية لدولة أجنبية، وعلى ضوء هذه التداعيات، طالب الحزب الدستوري الحر بسحب الثقة من الغنوشي، موضحا في بيان، أنه يعتبر التصويت بأغلبية مريحة على إسقاط الحكومة، «بداية إيجابية للشروع في عملية إصلاح شامل للمنظومة السياسية».