روحاني وظريف
روحاني وظريف
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
رغم برودة الطقس تعيش إيران شتاء ساخنا خصوصا بعد مقتل«جنرال الدم والخراب» قاسم سليماني، وكارثة إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية ومقتل ركابها الـ176، ما فجر موجة متصاعدة من الاحتجاجات ضد أكاذيب ومراوغات النظام بشأن هذه الجريمة التي ستكلف النظام مليارات الدولارات من التعويضات لعائلات الضحايا.

على وقع هذه الأزمات يواجه نظام الملالي خلافات داخلية طاحنة وصراع أجنحة يبدو أنه غير مسبوق، وغضبا شعبيا عارما وسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وضغوط العقوبات القاسية.


هذه الخلافات طفت على السطح وخرجت إلى العلن، بعد أن كشف قائد في الحرس الثوري اليوم (الأحد) خلافات بين وزير خارجية النظام جواد ظريف ورئيسه حسن روحاني.

وقال مهدي طائب، قائد مقر «عمار» إحدى جماعات الضغط المتشددة المقربة من مرشد النظام علي خامنئي، إن تصريحات ظريف أحدثت شرخاً مع روحاني.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» فقد ذكر طائب في كلمة له بمسجد في قم أمس (السبت) أن «ظريف سئم من روحاني لأن الأخير أجبره على تجاوز الخطوط الحمراء للنظام».

وأفاد طائب «بأن ظريف قال في لقاء مع المرشد إنه أجبر على تجاوز الخطوط الحمراء»، مضيفاً: «من الواضح أنه كان مجبراً من قبل روحاني».

واعتبر مهدي طائب، وهو شقيق حسين طائب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، أن روحاني جعل من ظريف درعاً في مواجهة الأصوليين، بحسب تعبيره.

وحمل الحكومة مسؤولية الغلاء وتدهور الوضع المعيشي للمواطنين، قائلا إن الوضع قد تفاقم بسبب سوء الإدارة والفشل في إدارة الاقتصاد.

وعزا مراقبون الخلافات بين الرجلين إلى إعلان ظريف استعداد طهران إجراء مفاوضات مع واشنطن حتى بعد مقتل سليماني شرط رفع العقوبات.

من جانب آخر، طالب نواب أصوليون باستجواب وزير الخارجية أمام مجلس الشورى وسحب الثقة منه بسبب تصريحاته.

وقال النائب محمد رضا بور إبراهيمي، إن 23 نائبا رفعوا دعوى قضائية ضد ظريف، کما طالبه نواب آخرون بالاعتذار للشعب الإيراني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رفض عرض ظريف بالتفاوض مع طهران، وقال في تغريدة باللغتين الإنجليزية والفارسية على حسابه في «تويتر»: «وزير الخارجية الإيراني يقول إن بلاده تريد التفاوض مع الولايات المتحدة، ولكنها تريد رفع العقوبات.. لا شكراً».