ترمب مصافحا رومني.
ترمب مصافحا رومني.
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
ماذا بعد تبرئة مجلس الشيوخ للرئيس دونالد ترمب من تهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس؟ وهل تمهد هذه البراءة ترمب لولاية ثانية؟..أسئلة كثيرة تدور في أذهان المراقبين مع اقتراب ماراثون الانتخابات الرئاسية.ليس هناك شك في أن نتائج تصويت «الشيوخ» وما تخلل خطاب «حال الأمة» من أحداث تجعل من المرحلة الحالية الأكثر انقساما في التاريخ الأمريكي، إذ على مرأى ملايين المشاهدين رفض ترمب مصافحة بيلوسي التي ما إن انتهى من خطابه حتى مزقته.

وتنصب الاهتمامات من الحزب الجمهوري والديموقراطي على التحضير للفوز الأكبر بمقعد سيد البيت الأبيض؛ إذ يدخل الجمهوريون بنشوة الانتصار فيما يتهيؤ الديمقراطيون للانتقام. ويعتقد المستشار السابق بالكونغرس جون هارت أنه «لم ينتصر أي من الطرفين في معركة العزل، إذ خسرا وخسرت الديمقراطية الأمريكية»، فيما يرى مراقبون آخرون أن ما يجري مع ترمب شبيه بالسيناريو الذي جرى مع بيل كلينتون، فقد زادت شعبيته، وهو ما أظهره استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب قبل يومين من جلسة مجلس الشيوخ. نتائج محاكمة ترمب ستترك الكثير من التداعيات على المشهد السياسي في الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة، إذ أظهرت حالة الاستقطاب الحادة بين الحزبين الغريمين، فعلى عكس محاكمتين سابقتين لريتشارد نيسكون وبيل كلينتون، لم يظهر الحزبان أي نوع من الأرضية المشتركة على الإطلاق.


والسؤال الأهم هو إن كانت انتخابات الرئاسة في نوفمبر ستظهر ما إذا كان الناخب الأمريكي سيعاقب الجمهوريين على حماية الرئيس أو الديموقراطيين على محاكمته. ويعول الديمقراطيون على الولايات المتأرجحة التي قد تصوت ضد ترمب، خاصة أصوات المعتدلين الذين يعارضونه والذين يمكن تعبئتهم بسهولة، لكنهم أيضا يشعرون بالقلق من أن يكونوا قد عززوا شعبيته وسط مؤيديه، فبحسب «وول ستريت جورنال» لم تؤد المحاكمة إلى فقدان ترمب لقاعدة مؤيديه أيضا.

وظهر جلياً ماجاء في العنوان الرئيسي لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس: «انتهى التصويت وليبدأ السباق» إذ نشرت تقريرا لمرحلة ما بعد التبرئة قال فيه كاتبه بيتر بيكر: إنه عندما ستكتب كتب التاريخ حول هذا اليوم فسيتعاملون معه كذروة معركة سياسية ضخمة كانت بمثابة امتحان للديموقراطية الأمريكية ومنح انتصار لرئيس غاضب ومهاجم لا يرحم منافسيه، ولكن كتب التاريخ لن ترى في ذلك اليوم نهاية للكفاح بل بداية له. وأعطت التبرئة للجمهوريين لحظة انتصار وزخما كبيرا لخوض الانتخابات القادمة والفوز بها، وهو ما أكده السيناتور ليندزي غراهام عندما قال: إن المعركة لم تنته بالتصويت ولكنها تحولت إلى الحملات الانتخابية، مضيفا: «الطريقة الوحيدة لنهاية كل هذا هي إعادة انتخاب الرئيس من جديد، وسينتخب».

وتشير التبرئة إلى سيطرة ترمب التامة على حزبه والتي لم تكن متاحة عندما وصل إلى السلطة، ما يدل على نجاحه في بناء قاعدة شعبية وحزبية، إذ منح الجمهوريين خيارا بينه وبين نقاده فاختاروه.

وبالنسبة لترمب فالمحاكمة هي آخر فصل في محاولة حرمانه من انتصاره الذي بدأ عام 2016، ولكن حلفاؤه يعرفون أن حسابات الحزب لدعمه تقوم على قدرته بالفوز في ولاية ثانية.. ولهذا لم يذكر المحاكمة في خطاب «حالة الأمة».