تمثال سليماني في قرية جنوبية.
تمثال سليماني في قرية جنوبية.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
أثار تمثال «جنرال الدم والخراب» قاسم سليماني الذي نصبته مليشيا «حزب الله» في بلدة «مارون الراس» الجنوبية المتاخمة للحدود اللبنانية مع إسرائيل، غضب اللبنانيين، وقوبل بانتقادات واسعة وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وحذر مسؤولون لبنانيون من أن هذه الخطوة تعرض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها، رافضين أن تملى عليهم خيارات تناقض خياراتهم وتوجهاتهم.

واللافت في الحفلة التي حضرها رئيس المجلس التنفيذي في المليشيا اللبنانية الشيخ هاشم صفي الدين والقائم بأعمال سفارة الملالي في بيروت حسن حميدي، أن علم فلسطين بدا وراء تمثال سليماني الذي يشير بإصبعه إلى الأراضي المحتلة، وهو الذي لم يطلق يوما رصاصة على إسرائيل لتحرير أرض فلسطين.


ولم يكن لـ «فيلق القدس» الذي كان يقوده سليماني أي دور سواء في دعم قضية القدس أو محاولة تحريرها، ولكن دوره الأبرز كان في توجيه الرصاص إلى الأمة العربية والإسلامية، وفي التدمير والتخريب ودعم الانقلابات وإنشاء المليشيات الطائفية في عدد من الدول العربية.

ولم تتوقف ردود الفعل الغاضبة على روّاد مواقع التواصل، بل انتفض نواب ووزراء معبرين عن رفضهم لإلحاق لبنان بالمحور الإيراني ووضعه في صلب الصراع الإقليمي.

ووصف النائب عن حزب القوات اللبناينة وهبي قاطيشا، إقامة نصب لسليماني بأنه «خطوة استعراضية شعبوية» متهما «حزب الله» بأنه يتاجر بالقضية الفلسطينية منذ سنوات. وتساءل عن سياسة النأي بالنفس التي أعلنت الحكومات المتعاقبة الالتزام بها فيما يتعمد الحزب انتهاكها بتورطه في حرب سورية والعراق واليمن لمصلحة طهران.

وكانت المليشيا اللبنانية رفعت على طريق المطار صوراً لسليماني بعد مقتله، ما أثار استنكار اللبنانيين، كما رُفعت على طول الطريق الممتد من مدينة زحلة في البقاع وحتى بعلبك صور عدة تجمع سليماني بنائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس موقّعة من عائلة مؤيّدة لـ«حزب الله»، تحت عنوان «قسماً سنثأر»، وأخرى بعنوان «عهداً سنُكمل الطريق»، وهو ما يؤكد مجددا أن «حزب الله» يسعى إلى توريط لبنان في ما لاناقة له فيها ولاجمل.