-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
مثيرة للاشمئزاز الصورة التي قدمها «حزب الله» وأنصاره في التعاطي مع مخاوف وصول فايروس كورونا إلى لبنان قادماً من قم على الخطوط الإيرانية.ما تكشّف بعد اكتشاف الحالة المصابة، أن وزارة الصحة اللبنانية كانت تعلم بالأمر قبل وصول الطائرة ومن ثم عدم الحجر على ركاب الطائرة كما تفترض الإجراءات الوقائية العالمية، لأن مسؤولاً كبيراً في السفارة الإيرانية في بيروت كان على متن الطائرة مع المدير العام لقناة «الميادين» غسان بن جدو وصولاً إلى منع الحكومة من اتخاذ قرار بوقف الرحلات الجوية من وإلى إيران، تتقدم على مصالح كل اللبنانيين وأن مصالح الملالي أهم بكثير حتى من صحة كل الملة اللبنانية..!

ذروة الاشمئزاز لم تكن في كل ما سبق بل جاءت في تبرير انتقال الفايروس إلى لبنان عبر حديث إحدى الشخصيات السياسية اللصيقة بحزب الله من أن الجراد بعدما ظهر في الأردن قادم إلى لبنان ومصدره المملكة العربية السعودية. لقد أراد هذا السياسي الخارق ذكاء أن يقول إنه طالما هناك جراد قادم، كما يقول هو، من المملكة فلا بأس أن يأتي إلينا الكورونا من إيران، مع الإشارة إلى أن أي تقرير رسمي لبناني لم يتحدث عن الجراد.


استزلام مطلق هو المنطق الذي يسير عليه حزب الله وأنصاره، فأن تكون موالياً أو عميلاً للنظام الإيراني لا يلغي أن الكورونا القادم من إيران قاتل لك ولأهلك وأولادنا وأبناء وطنك. لا يمكن أن يتحول الولاء لإيران ولاء لفايروس كورونا بنسخته الإيرانية. هناك فايروس مخيف يواجهه العالم بأسره. فلا يمكن تعريض شعب بأكمله للموت حفاظاً على الرحلات المحملة بحقائب «المال النظيف» كما يطلقون عليه، ولا يمكن وضع مصائر اللبنانيين في مهب الريح للحفاظ على خط فيلق القدس الجوي إلى مطار رفيق الحريري الدولي سالكاً وآمناً.

أطرف الردود على هذا الاشمئزاز جاءت عبر ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ الأول قال: «هل تعلمون أن الجراد يمكن طهيه وأكله وهو لذيذ!». أما الثاني فكتب قائلاً: «جراد السعودية ولا كورونا إيران».