وسط تزايد المخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة بين تركيا وروسيا، تكبد الجيش التركي خسائر فادحة في غارة جوية شمال غربي سورية في وقت متأخر من أمس (الخميس)، وهو ما يمكن أن يغير بشكل كبير مسار الحرب السورية، بحسب مراقبين.
وقال الحاكم التركي لمحافظة هاتاي رحمي دوغان (جنوب البلاد)، إن 33 جندياً تركياً على الأقل قتلوا وجرح أكثر من 30 آخرين، مؤكدا أنها خسائر غير مسبوقة.
وقال مسؤولون أتراك إن الغارة نفذتها قوات النظام السوري، لكن الطائرات الروسية شنت معظم الغارات الجوية في المنطقة في الأسابيع الأخيرة. وتجمع متظاهرون أتراك في إسطنبول أمام القنصلية الروسية اليوم (الجمعة)، وهتفوا ضد روسيا.
لكن المسؤولين الأتراك تنجنبوا إلقاء اللوم على موسكو في الهجوم على قواتهم، على أمل تجنب مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي الأقوى بكثير، وإبقاء الخط مفتوحاً لإجراء محادثات رئاسية.
وفي الأيام الأخيرة، تصاعد التوتر بين الجانبين، ما زاد من المخاوف من اندلاع حرب بين تركيا وروسيا، التي تسيطر على المجال الجوي في شمال غربي سورية، وقد نشرت أنقرة آلاف الجنود في إدلب لوقف تقدم قوات النظام، لكنها أعيقت بشدة بسبب قلة الدعم الجوي.
وتلقى نظام أردوغان صفعة قوية برفض واشنطن وأعضاء حلف شمال الأطلسي حتى الآن الاشتباك عسكرياً شمال غربي سورية بسبب التردد في مواجهة روسيا، بحسب مسؤولين غربيين، فيما حجبت الولايات المتحدة صواريخ باتريوت حتى توافق تركيا على تعطيل نظام الدفاع الصاروخي الروسي من طراز S400، واستنجدت أنقرة بـ«الناتو» لفرض منطقة حظر جوي لحماية نحو 3 ملايين مدني في إدلب.
وزعم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جيليك، أن الهجوم ضد تركيا هو هجوم ضد الناتو، وتوقع اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن المنطقة الآمنة ومنطقة حظر الطيران. ولم يصدر أي تعليق من البيت الأبيض، لكن الرئيس دونالد ترمب أوضح أنه يرغب في الابتعاد عن الصراع.