-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
لم تعد مشكلة لبنان واللبنانيين مع «حزب الله» محصورة بالسلاح غير الشرعي الذي يمتلكه دون غيره وحسب، أو أن دويلة حزب الله تعيش داخل الدولة خلافاً للطبيعة، بل وصلت المشكلة إلى أن هذه الدويلة باتت تتحكم بالدولة لا بل تحكمها سياسياً عبر حكومة الطرف الواحد، وأمنياً عبر السلاح غير الشرعي، واقتصادياً عبر رفض تدخل صندوق النقد الدولي لإنقاذ الوضع المالي، وصحياً عبر منعه أجهزة الرقابة الصحية من فرض حظر على ركاب الطائرات الإيرانية القادمة إلى بيروت.

لم يعد الأمر في لبنان، أن حزب الله يختطف الدولة وقرارها بل بات الأمر أن حزب الله يتعامل مع المخطوف بمنطق لا إنساني، منطق أعمال السخرة في المعتقلات الصينية والنازية أيام الحروب الكبرى التي شهدها العالم. لا تركب على «قوس قزح» فكرة إقفال المدارس اللبنانية تجنباً لانتشار فايروس كورونا فيما يبقى مصدر هذا الفايروس أي إيران مفتوح المجال الجوي معه، كافة الإصابات التي تم اكتشافها كان مصدرها إيران أو لأشخاص تواصلوا مع مصابين قدموا منها. رئيس القسم الجرثومي في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور عبدالرحمن البزري، كشف أن القرار الطبي كان بعزل الطائرة الأولى التي أتت من إيران إلا أن قراراً سياسياً منع الحجر عليها. ونعى حزب الله في الساعات الأخيرة 14 من مقاتليه سقطوا في الاشتباكات الحاصلة في مدينة إدلب في سورية، وقرى البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية ضجت بالأفلام المصورة لقتلى الحزب في إدلب، والسؤال واحد، لماذا على شباب لبنان الموت بعيداً عن بلادهم مئات الكيلومترات تارة تحت راية إيرانية وتارة أخرى تحت راية بعثية؟.


على خلفية كل ذلك، لقد اختصر حزب الله أزمات لبنان وشعبه بشخصه وجعل حتمية إنقاذ لبنان بوقف مغامراته وهيمنته الخارجية والداخلية.

قد يحتاج لبنان إلى رؤية اقتصادية جديدة وقد يحتاج إلى رؤية اجتماعية جديدة، لكن المؤكد أن كل هذه الرؤى لا طائل منها إن لم يصل لبنان إلى إستراتيجية دفاعية تعالج إشكالية «حزب الله».