أثارت استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أمس (الاثنين) عدداً من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لاستقالته، بعد أن وصل إلى طريق مسدود وفشل في التوصل إلى حلول للأزمة الليبية.
إذ أشار رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد حمزة، إلى أن المبعوث الأممي سئم مناورات أطراف الأزمة السياسية، التي تسعى جاهدة لإجهاض وإفشال جميع المسارات السياسية التي تمخضت عن مؤتمر برلين المعني بالأزمة الليبية، ونسف جميع أشكال الحل السياسي أو الحلول التوفيقية لها.
وقال حمزة في تصريحات صحفية، اليوم (الثلاثاء): «يبدو أن سلامة وصل إلى طريق مسدود، فجميع الأطراف السياسية الليبية، بالرغم من انقسامها وتشرذمها واقتتالها، اتفقت على توجيه أسهم العداء إلى سلامة وإفشال مساعيه، وهذا فشل لليبيين بالدرجة الأولى الذين يسعون لإطالة أمد الأزمة من خلال التعنت والرفض لجميع أشكال الحلول، ولا تتحمل مسؤوليته لا البعثة الأممية ولا الأمم المتحدة ولا المبعوثون الأمميون السابقون».
من جهته، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد أمغيب إن استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة، تأتي بسبب شعوره بالفشل بعد أن عجز عن تجميع أطراف الصراع في ليبيا.
بدوره، رأى المحلل السياسي الليبي فرج فركاش، أنّ تنحي سلامة لا يعني فشله شخصياً، بل فشل كل الأطراف الليبية التي كانت ولاتزال مصرة على إقصاء الخصوم سواء سياسياً أو عسكرياً.
في المقابل، اعتبر أستاذ العلوم السياسية ناصر الإبراهيم أن غسان سلامة فشل في أداء مهمته بشكل كبير، خصوصا في المفاوضات الأخيرة في جنيف، التي غاب فيها الطرفان الرئيسيان المؤثران في الأزمة عن طاولة الحوار، مشيراً إلى أنه لم ينتج أيّ حل منذ قدومه وتحوّل في بعض الأحيان إلى طرف في الأزمة بانحيازه إلى حكومة الوفاق المدعومة من المليشيات المسلّحة والمرتزقة، كما أنه وقع في عدة سقطات عندما أطلق وعودا للأطراف الدولية بقدرته على إيجاد الحل، لكنه فشل فشلاً ذريعاً.