أطلقت كوريا الشمالية اليوم (السبت) ما بدا أنهما صاروخان باليستيان قصيرا المدى قبالة ساحلها الشرقي، في آخر حلقة من سلسلة عمليات إطلاق مشابهة قامت بها بيونغ يانغ في وقت يحاول العالم جاهدا التعامل مع فايروس كورونا المستجد.
ودان الجيش الكوري الجنوبي عمليات الإطلاق واصفاً إياها بـ«غير مناسبة على الإطلاق بالنظر إلى الوضع الصعب الذي يشهده العالم جراء كوفيد-19، نناشدهم بالتوقف فوراً».
ولم تبلّغ كوريا الشمالية عن أي حالة إصابة بالوباء الذي تحول إلى أزمة عالمية حيث حصد أرواح أكثر من 11 ألف شخص وأصاب ما يزيد على ربع مليون.
وسرت تكهنات واسعة بأن الفايروس وصل فعلاً إلى البلد المعزول بينما حذر خبراء الصحة من إمكانية أن يؤدي إلى انهيار البلاد التي تعاني أساسا من بنية تحتية ضعيفة في القطاع الصحي فضلاً عن سوء تغذية واسع الانتشار.
كما أكدت وزارة الدفاع اليابانية كذلك تجربة الصواريخ الكورية الشمالية. وواجهت القيادة في بيونغ يانغ على مدى عقود انتقادات المجتمع الدولي لوضعها الإنفاق العسكري والنووي كأولوية بدلاً من الإنفاق على مواطنيها حتى أثناء فترة المجاعة.
وتعتبر بيونغ يانغ الإنفاق العسكري ضرورة أمنية لمواجهة ما تصفه بـ«العدوان الأمريكي». وتخضع لحزمة من العقوبات على خلفية برنامجها النووي والصاروخي.
وخف بريق أمل أي اختراق بعد لقاءات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأمريكي دونالد ترمب إثر إخفاقهما في التوصل إلى أي تقدم جوهري بشأن نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، في حين واصلت بيونغ يانغ مذاك تطوير قدراتها العسكرية.
وقال الأستاذ في جامعة «إيوها» في سيول ليف-إيرك إيزلي لفرانس برس إنه من خلال التجربة الصاروخية الأخيرة «تواصل بيونغ يانغ إستراتيجيتها الدولية الممثلة بتطبيع اختباراتها الصاروخية».
وقبيل عملية الإطلاق، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن مجلس الشعب الأعلى، الذي يعتبر واجهة تصادق على القرارات ليس إلا، سيلتئم في 10 أبريل.
وأفاد محللون بأن نحو 700 من المسؤولين سيجتمعون في مكان واحد بهذه المناسبة، في حين تم حظر تجمعات مشابهة في أجزاء عديدة من العالم لمكافحة انتشار فايروس كورونا المستجد.
وقالت راشيل مينيونغ لي، كبيرة المحللين في موقع «أخبار كوريا الشمالية» لفرانس برس إن «كوريا الشمالية لن تجازف بعقد حدث سياسي على هذا المستوى الواسع لو لم يكن النظام واثقاً من إمكان منع أو احتواء انتشار الفيروس».
وفي مطلع الشهر الجاري، أرسل كيم جونغ أون رسالة تضامن إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن بينما كافحت بلاد الأخير أسوأ انتشار لفيروس كورونا المستجد خارج الصين حينها. ومذاك، نجحت كوريا الجنوبية إلى حد كبير في السيطرة على انتشار الفيروس.
ويؤكد إيزلي أنه «على الرغم من إصرار كوريا الشمالية أن لا إصابات فيها، إلا أن القيود الصارمة على الحركة والحملة الدعائية لارتداء الأقنعة والعقوبات العلنية على النخبة الفاسدة التي تخالف جهود العزل، فضلاً عن المسارعة إلى بناء مرافق طبية، يؤشر إلى أن كوفيد-19 اخترق البلاد». وأضاف «على ما يبدو، تعاني بيونغ يانغ من أزمة انتشار الفيروس على المستوى الوطني».
وفي وقتٍ تزداد المخاوف من انتشار الفايروس في كوريا الشمالية، دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان توماس أوخيا كوينتانا مطلع هذا الشهر بيونغ يانغ إلى فتح المجال لخبراء الصحة والمساعدات الإنسانية من الخارج.
وأكد مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي عزمه استثناء المساعدات الإنسانية من العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ لمساعدتها في مكافحة الفايروس.