أحد السجون الأمريكية. (أرشيفية)
أحد السجون الأمريكية. (أرشيفية)
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
مع استمرار تفشي الوباء باتت الولايات المتحدة في قبضة «كورونا»، إذ حذر تقرير من أن الفايروس القاتل بدأ يغزو السجون الأمريكية، وينتشر بشكل سريع بين صفوف السجناء.

وتعد أمريكا أول دولة على مستوى العالم تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفايروس فيها 100 ألف، فيما باتت ولاية نيويورك أكبر بؤرة لـ«كورونا» في البلاد مع أكثر من 50 ألف إصابة وأكثر من 500 وفاة.


وما يزيد من خطورة الوضع، أن عدد المسجونين في الولايات المتحدة نحو 2.3 مليون في 2017، وفقا لإحصاءات وزارة العدل.

ونقلت «رويترز» عن السجين شون هرنانديز بأنه يغطي فمه وأنفه بقميص أو منشفة عندما يخرج من زنزانته، إذ إن هذه الوسيلة هي الوحيد التي يمكنه أن يحمي بها نفسه من وباء كورونا الذي يجتاح الآن سجن جزيرة رايكرز في نيويورك.

وأضاف هرنانديز، الذي أدين بالشروع في القتل ودخل السجن قبل 8 أعوام، أن نزلاء السجن لا سبيل لهم للحصول على قفازات أو أقنعة صحية، وليس لديهم لغسل أيديهم سوى الماء البارد.

وتابع: «نتوسل للضباط من أجل إتاحة وسائل حماية أفضل لكنهم يهزون أكتافهم. وفي النهاية لسنا سوى نزلاء، مواطنين من الدرجة الثانية. نحن أشبه بالماشية».

وحتى يوم أمس، بلغ عدد المصابين بالفايروس 132 على الأقل من النزلاء و104 من العاملين في السجون في مختلف أنحاء مدينة نيويورك.

ويبدو أن الفايروس ينتشر بسرعة في شبكة السجون التي تشتهر بتكدس المسجونين فيها، في حين قالت إدارة الإصلاح في المدينة إنها تتخذ تدابير عديدة لحماية النزلاء وامتنعت عن التعليق على ما رواه هرنانديز عن انهيار الحارسة المصابة بالعدوى.

وبحسب «رويترز»، فإن السلطات تخلي سبيل آلاف السجناء دون أي فحص طبي يذكر في بعض الحالات للتأكد مما إذا كانوا مصابين بالفايروس ومعرضين لنقل العدوى لغيرهم.

وأظهر مسح أجرته «رويترز» لمدن ومقاطعات تدير أكبر 20 سجنا في أمريكا أن السجون أبلغت منذ 22 مارس عن إصابة 226 نزيلا و131 من العاملين فيها بمرض كوفيد-19.

وينادي المدافعون عن حقوق السجناء ومسؤولون محليون ومحامون ممن تعينهم المحاكم للدفاع عن المتهمين بالتعجيل بإخلاء سبيل السجناء. وقال مدير شعبة العدل بالاتحاد الأمريكي للحقوق المدنية أوي أوفير: «كل يوم لا يتحرك فيه مسؤولو الحكومة هو يوم آخر تتعرض فيه الأرواح للخطر».

وتقاوم بعض الجماعات هذا الاتجاه، إذ وجهت جمعية مارسيز لو المدافعة عن حقوق الضحايا، والتي اشتقت اسمها من اسم شقيقة الملياردير هنري نيكولاس التي راحت ضحية جريمة قتل، انتقادات لقرارات الإفراج عن السجناء. وقالت إنه ينبغي إخطار ضحايا الجرائم قبل الإفراج عمن ارتكبوها، وهي عملية قد تؤخر الإفراج عن بعض السجناء لأسابيع أو شهور.

غير أن المسؤولين المشرفين على الإفراج عن السجناء في نيويورك ولوس أنجليس وهيوستون ومدن كبرى أخرى يقولون إنهم لا يفرجون إلا عن السجناء مرتكبي الجرائم البسيطة غير العنيفة.