السيارة المدمرة في جديدة يابوس
السيارة المدمرة في جديدة يابوس
-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@

أثار التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء لبنان قبل تنفيذ عملية «جديدة يابوس»، التساؤلات في الشارع اللبناني حول ما إذا كانت إسرائيل ترصد تحركات «حزب الله»، خصوصا أنها اعتادت بعد مثل هذه الطلعات، أن تسدد الضربات كما حدث أمس (الأربعاء).

الحزب اللبناني ومعه الجيش الإسرائيلي لم يكشفا ما إذا كانت العملية تستهدف قياديا في الحزب أو قياديا إيرانيا كان في الموكب وفقاً للتكهنات التي رافقت العملية.

لكن المؤكد أن إسرائیل وجهت رسالة من وراء هذه العملية وأرادت إيصالها إلى حزب الله الذي يدرك تماماً أن ما حصل ھو رسالة تحذیریة له، وأن إسرائیل ترصد باستمرار نشاط عناصره في لبنان وسوریة.

حاولت إسرائیل من خلال هذه العملية التأكيد لحزب الله أن جائحة كورونا لا تلغي متابعتھا وأجھزتھا الأمنیة لمواجھة مختلف التهديدات، وأنھا جاھزة في كل الظروف لشن عملیات وقائیة واستباقیة، وأن مستوى الجاھزیة والمتابعة لا یزال على حاله.

إن اندفاع إسرائیل في ظل وضعھا الداخلي الصعب، وھي محاصرة بثلاث أزمات: كورونا، الاقتصاد المتدھور، تأخير تشكيل الحكومة، إلى تسییر طائراتھا في المجال اللبناني وشن غارات على الأراضي السوریة ضد حزب الله ومواقع إیرانیة، یعني أنها تعطي أولویة مطلقة لملف حزب الله وإيران وتتعاطى معه تھدیدا إستراتیجيا، ويبدو أنها ستواصل تنفیذ سیاستھا وخططها التصعیدیة في شن العملیات والغارات المتتالیة في سورية ولبنان رغم تحذیرات سابقة لحزب الله وإيران والنظام السوري بالرد في المكان والزمان المناسبين.

وفي ما يتعلق بتعاطي حزب الله مع عملیة جدیدة یابوس والرد علیھا، فإن من المرجح أن الحزب سيتفادى الرد المباشر على العملية، لیس فقط لأنھا لم توقع خسائر بشریة في صفوفه، وإنما لأن الظرف غیر مناسب، فلبنان غارق في بئر من الأزمات المالیة والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن أزمة كورونا، لذلك فإن أي محاولة قد يقوم بها حزب الله تجاه إسرائيل ستسجل ضده داخلياً، إذ يغلي وينتظر الانقضاض على هذه السلطة، وخارجياً إذ ينظر بعين الريبة وعدم الثقة بالسلطة، وما زال يمتنع عن مد يد العون لها.

وعليه فإن الحزب سيحسب جدياً خطواته ويدرس ردوده التي لا تسمن ولا تغني ولَم تؤت ثمارها بأن سلاح حزب الله هو رادع لإسرائيل التي لم تتوان بدورها عن انتهاك سيادة لبنان كلما اقتضت حاجتها.