متظاهرون لبنانيون ينددون بحكومة حزب الله في طرابلس أمس الأول.(متداولة)
متظاهرون لبنانيون ينددون بحكومة حزب الله في طرابلس أمس الأول.(متداولة)
-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechirawia@
كشفت أوساط سياسية لبنانية، أنه بمجرد الانتهاء من أزمة كورونا، التي منحت السلطة هامشاً من الوقت لتدبير أمورها رغم فشلها الذريع في مقاربة أي أمر، فإن «أبواب جهنم» سوف تفتح على حكومة «حزب الله»، إذ ستكون بمواجهة الآثار الاجتماعية بعد الجائحة، بعدما قفزت نسبة الفقر فوق 60%، وفقاً لمراقبين على خلفية انسداد أي أفق للمعالجة الداخلية أو الخارجية خصوصا المساعدات.

وأفادت المصادر، بأن الحكومة ستكون أيضا في مواجهة المجتمع الدولي، الذي فقد ثقته بالكامل في قدرتها على إنتاج خطة اقتصادية إنقاذية، بعد تنكرها وتراجعها مرتين متتاليتين عن مسودات الخطة المزعومة التي وضعتها.


وقبيل بلوغ «عتبة جهنم»، وفقاً لتوصيف هذه الأوساط، فإنها تتوقع مزيداً من انكشاف هشاشة حكومة «اللون الواحد»، رغم ادعائها العكس، فتصريح رئيسها حسان دياب الأخير لم يُسعف الحكومة التي سقطت في اختبار الثقة (اللبنانيين والعالم) وفِي اختبار التضامن في أكثر من ملف وقضية، ما يدل على أنها لا تعمل كفريق عمل واحد ومنسجم. وعزت المصادر ذلك إلى غياب التفام بين الثلاثي الحاكم (حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر)، وغياب أي خطة مبنیة على ما یمكن أن یشكل مساحات مشتركة بین هذه الأطراف.

واعتبرت أن الاتفاق على الخط الإستراتیجي وحده، الذي وضعه حزب الله، لم يعد كافياً للتفاهم فيما بينهم، وهو ما جعل خلافاتهم تطفو على سطح العمل الحكومي، وباتت تهدد بانفجار الحكومة من الداخل في أي لحظة. ولفتت إلى أن التشكيلات القضائية، التعيينات المالية، مشروع الكابيتال كونترول وبعده الهيركات «قص الودائع»، تحولت الى قنابل موقوتة من داخل الحكومة، أما الجوع فسيكون قنبلة من خارجها.

وحذرت الأوساط السياسية، من أن ما بعد كورونا سيكون قاتماً، طالما أن أقطاب السلطة مختلفون على «التكتيك» والحصص، وأن الاتفاق الوحيد المتبقي بينهم مرتبط فقط بالحفاظ على مواقع أساسیة في التركيبة القائمة، ما يعني أن أعداء الحل في لبنان هم من أهل البيت «السلطة»، وهو ما سيجعل وضع أي خطة واضحة وشفافة على مستوى مواجهة الانهیار الحتمي أمراً مستحيلاً.

وفي خطوة تدل على بدء تدحرج لبنان نحو المجهول، أغلق فندق «البريستول» في بيروت أمس أبوابه بعد نحو 7 عقود من افتتاحه. وعزا مديره جوزف كوبات، الأسباب إلى انخفاض معدل الإشغال إلى مستوى وصفه بـ«المتدني جدا، وأن الوضع الاقتصادي لا يُحتمل». ووصف الوضع الراهن بـ«الكارثي»، مؤكدا أنه لم يشهد له مثيلا من قبل في لبنان مع غياب تام للزبائن، ودعا المسؤولين إلى سرعة التفكير في خطة إنقاذ.