-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
تتسع دوائر الاختلافات بين القوى الكبرى في ضوء تفشي وباء كوفيد ١٩، الذي اجتاح الكون، وقد يتمخض عنه نظام عالمي جديد، خصوصا أنه أضحى يفاقم «الانقسامات» العالمية، وظهرت الخصومة الصينية الأمريكية كدليل دامغ قد يساهم في تقويض النظام العالمي، ما قد يضعف في نهاية المطاف التعددية الدولية، وهو ما أكده وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمس، لصحيفة «لو موند» عندما قال: «أخشى أن يصبح عالم ما بعد الوباء مشابهاً كثيراً لعالم ما قبله، لكن أسوأ».

ومن المرجح ألا تتمكن القوى ذات التاثير السياسي والاقتصادي في العالم من فهم حجم الخسائر الإنسانية والآثار الاقتصادية للجائحة على تاريخ البشرية إلا بعد إحصاء العدد النهائي للضحايا، وتحديد المدة التي تمكن فيها الوباء من وقف العجلة الاقتصادية العالمية، إذ حذر وزير الخارجية الياباني توشيميتسوموتيجي، من أن الاقتصاد العالمي سيواجه أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن الأثر على الاقتصاد الدولي والياباني سيكون خطيرا للغاية. فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء، وخصوصا في الدول الصناعية الكبرى، كان حجم التداعيات أكبر، ولابد من قراءة المؤشرات التي أصبحت واضحة،، فقبل كوفيد 19 كانت نظرية الوباء القاتل أسيرة كتب التاريخ وأفلام هوليوود، واليوم أصبح الوباء هو الذي يدير دفة الاقتصاد والسياسية، والحقيقة بدأت تتكشف بالمطالبات لوضع الأمن الصحي على رأس أولويات استراتيجيات الدول العظمى بنفس مستوى التكنولوجيا والأمن الدفاعي، فالأنظمة الصحية القائمة في الدول الغنية أثبتت عدم قدرتها على التعامل الفوري والاحتوائي لجوائح مماثلة لكورونا.