وفيق صفا
وفيق صفا
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
في محاولة منها لدغدغة مشاعر اللبنانيين، رفعت مليشيا «حزب الله» شعار مكافحة الفساد، وقد بدا ذلك واضحاً منذ الانتخابات البرلمانية في 2018، ولا يكل ولا يمل زعيم المليشيا حسن نصرالله من الحديث عن محاربة الفساد في مواجهة خصومه السياسيين، بيد أن الوقائع على الأرض تفضح رائحة فساد تزكم الأنوف، أبطالها دائماً وأبداً قيادات من المليشيا اللبنانية، التي كشفت تقارير دولية موثقة أنها تتاجر في السلاح والمخدرات وتعمل في تجارة غسل الأموال لتمويل ودعم الإرهاب، وهو ما انتهى به المطاف إلى فرض عقوبات دولية عليها. وأفصحت وسائل إعلام محلية أخيراً، عن فساد بطله المدعو وفيق صفا، وهو مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الذي أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات في يوليو الماضي، لتسهيله نشاطات الحزب، إلى جانب نائبين هما محمد رعد (رئيس الكتلة البرلمانية) وأمين شرّي.

وتكشف بعض المصادر، أن صفا يملك ملايين الدولارات ويضع يده على مشاعات للدولة في منطقة الأوزاعي قرب مطار رفيق الحريري تقدر قيمتها بالملايين، كما استغل نفوذه في إدخال بعض الضباط إلى المدرسة الحربية، وتغطية نشاطات بعض تجار السلاح ومهربي الكبتاغون، وتوزيع البطاقات الأمنية على الأزلام والمقرّبين، إضافةً إلى تمرير شحنات أعلاف عبر الخط الخاص بالحزب في مرفأ بيروت دون المرور بالأجهزة الجمركية.


المتتبع لمسيرة صفا، يجد أنه بدأ بائعاً فقيراً قبل أن يُصبح «وسيطاً» بارزاً بفضل موقعه الحزبي وقربه من أمين عام الحزب. وقبل تعيينه مسؤولاً عن وحدة الارتباط والتنسيق التي تتولى إدارة العلاقات بين حزب الله وسائر الأجهزة الأمنية والحزبية بلبنان، كان صفا عنصراً صغيراً في حزب الله يعيش في حيّ فقير في ضواحي بيروت واستمر سنوات على هذه الحال، حتى انفتحت له أبواب السلطة بعدما تقرب من بعض النافذين في التنظيم بالمصاهرة والعلاقات الشخصية.

وهكذا تصاعد نفوذ صفا حين كلّفته قيادته بالإشراف على بعض صفقات تبادل الأسرى مع إسرائيل حتى أصبح رقماً صعباً، وبات يُدير إمبراطورية من السلطة والنفوذ والأموال أيضاً. ولم يقف طموح صفا عند هذا الحد، بل استغل توسّع دائرة نفوذه داخل حزب الله وتطوير شبكة علاقاته مع الأجهزة الأمنية من أجل إخراج كبار تجار المخدرات من السجون اللبنانية.