-A +A
راوية حشمي (بيروت)@hechmirawia
في أعنف رد لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري على الحكومة والعهد منذ عودته إلى بيروت، وصف رئيس الوزراء الحالي حسان دياب بأنه «جنرال» يتقمص دور رئيس حكومة. وقال الحريري في بيان مطول اليوم (الجمعة): لم يعد هناك ما يبرر لاعتصام الصمت، موجهاً أولى سهامه إلى زيارة دياب إلى اليرزة (مقر وزارة الدفاع) واصفاً إياها بأنها «استعراض» حكومي أمام كبار الضباط، حتى ليكاد أن يكون مطلقها جنرالاً يتقمص دور رئيس للحكومة.

وأكد أن ما صدر من كلام في هذا اللقاء خطير ويتلاعب بعواطف الناس وقلقهم المعيشي وخوفهم على لقمة عيشهم، ليتبرأ من التقصير الفادح الذي تغرق فيه الحكومة من رأسها الى أخمص القدمين. وأضاف الحريري: إنها مرحلة الانتقام من مرحلة كاملة يفتحونها على مصراعيها، ويكلفون رئاسة الحكومة تولي مرحلة الهجوم فيها.


واتهم العهد بأنه أغرق رئاسة الحكومة في شبر من العبارات المحملة بالتهديد والوعيد، معتبرا أن أخطر ما في ذلك أن رئاسة الحكومة ستتحمل دون أن تدري مسؤولية إغراق الليرة التي تترنح بفضائل العهد القوي على حافة الانهيار الكبير.

واتهم الحريري سلفه دياب بأنه يحقق أحلام العهد في تصفية النظام الاقتصادي الحر، متسائلا كيف يمكن أن تغيب عنه الجهة التي تسببت بنصف الدين العام من خلال دعم الكهرباء، وأن تغض النظر عن سبع سنوات من تعطيل المؤسسات الدستورية، وألا تسأل عن السياسات التي أضرت بعلاقات لبنان العربية والدولية، وألا تلتفت إلى المسؤوليات التي يتحملها الأوصياء الجدد على رئاسة الحكومة. هل هي جميعها من صناعة حاكم مصرف لبنان؟ ولفت إلى أن هناك عقل انقلابي يعمل على رمي مسؤولية الانهيار في اتجاه حاكمية مصرف لبنان وجهات سياسية محددة، ويحرّض الرأي العام على تبني هذا التوجه، ويزوده بمواد التجييش والتعبئة التي ليس من وظيفة لها سوى إثارة الفوضى وتوسيع رقعة الفلتان النقدي الذي تتبرأ منه الحكومة لتقذفه في أحضان الآخرين.

وأكد الحريري وجود خلل عميق في مختلف جوانب الإدارة السياسية والاقتصادية لا مجال لتغطيته والاستمرار فيه، ولكن ما هو مطروح في غرف القرار يتعلق بتغيير هوية لبنان على كل المستويات، محذرا من أن أخطر ما في هذا المخطط استخدام الغضب الشعبي وقوداً لإحراق الهوية الديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية للبنان.

واعتبر أن الانهيار وقع نتيجة المماطلة في تحديد مسارات الإنقاذ منذ حكومة العهد الأولى، وتدرج الانهيار طوال الأشهر الماضية، ليصل إلى ما وصل إليه في الساعات الأخيرة، إذ ضرب سعر الدولار رقماً غير مسبوق حتى في أسوأ ظروف الحرب الأهلية. وتابع الحريري: ورغم ذلك اختار العهد ومعه الحكومة سلوك دروب الكيدية التقليدية واستحضار أدوات عام ١٩٩٨ لإدارة حلقات الكيد والثأر السياسي.

وحول ما صدر بعد جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، قال الحريري: إنه يؤكد انخراط الحكومة في النهج الانتقامي الذي ساد منذ أواخر التسعينات والذي اعتقدنا أن المتغيرات والمصالحات التي شهدتها السنوات الاخيرة يمكن أن تنجح في وقفه.

وحذر رئاسة الحكومة من الانزلاق في هاوية الكيدية السياسية التي حفرتها جهات متخصصة بالتخريب من زمن الوصاية، فلا مصداقية ولا أهلية سياسية لأي مسؤول يدخل السراي الكبير وفي جدول مهماته الطعن بكرامة الكبار الذين تعاقبوا على هذا الموقع الوطني.