-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
فيما تواصل مليشيا الحوثي خروقاتها المتكررة لوقف إطلاق النار الذي أعلنه تحالف دعم الشرعية أخيرا، فإنه أعلن أمس الأول تمديد الهدنة لمدة شهر، في مبادرة ثانية احتراما لشهر رمضان، ومنح الفرصة للتعامل مع جائحة كورونا، ما يعكس جدية التحالف العربي ومسؤوليته في التخفيف من معاناة الشعب اليمني.

لقد تعامل التحالف مع وقف إطلاق النار الأول بأقصى درجات ضبط النفس؛ رغم أن خروقات الحوثي بلغت أكثر من ٦٠٠ خرق شملت أعمالاً عدائية عسكرية بمختلف الأسلحة، ما دفع التحالف إلى التحذير من أنه يحتفظ بحق الرد المشروع والدفاع عن النفس.


ويسعى التحالف من تمديد الهدنة لتهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الأممي الخاص باليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وفريق عسكري من التحالف لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم، إلى جانب بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية للوصول إلى مشاورات للتوصل إلى حل سياسي شامل.

مليشيات الحوثي لم تلتزم بوقف إطلاق النار الأول، ولم تكترث بأهمية وقف إطلاق النار الثاني لاتخاذ التدابير الاقتصادية والإنسانية، لاستئناف العملية السياسية، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني. لقد أعطى التحالف المليشيا المدعومة من إيران فرصة نادرة من منطلق إنساني واحتراما لمبادرة المبعوث الأممي؛ للتعامل مع الهدنة بمسؤولية كون الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والتوافق على خطوات جدية وملموسة للتخفيف من المعاناة، خصوصا أن التحالف أعلن أنه سيدعم بشكل كبير هذه الخطوات الأساسية مع الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي شامل.

التحالف العربي كان ولايزال حريصا على الشعب اليمني منذ بداية عاصفة الحزم وحتى اليوم..

وأمام المليشيا.. فرصة تاريخية ربما لن تتكرر.. فهناك جائحة كورونا تواجه الشعب اليمني وتهدد الجميع... وهناك حرب فرضها الانقلاب... ومن هنا فالقرار قرارها لإنهاء الحرب والدخول في السلم، لكن السؤال: هل تقوى هذه المليشيا على اتخاذ مثل هذه القرار؟.. أم أن رهاناتها وقراراتها هناك في طهران، وما هي إلا مجرد أداة لتنفيذ أجندة طائفية.