لم تكتفِ إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي ورعاية الإرهاب وزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج العربي، بل عمدت إلى الالتفاف على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، بمعاونة شركة الخطوط الإيرانية «ماهان-إير» التي نالها نصيب كبير من العقوبات، لعلاقتها المشبوهة بالحرس الثوري، علاوة على دورها في تقريب إيران إلى الصين اقتصاديا، إذ تلعب دورا محوريا في تلك العلاقة، فيما لم يتوقف دورها إلى هذا الحد، إذ لعبت دورا كبيرا في انتشار فايروس كورونا على متن رحلاتها التي واصلت تسييرها رغم الحظر الدولي، معرضة ركابها وطاقم ضيافتها لخطر الإصابة بالفايروس، كما امتنعت عن إمدادهم بمعدات الحماية الشخصية للحيلولة دون التقاط عدوى الفايروس المستجد.
وفي تحقيقها المصور، أكدت BBC عربي أنها وعبر تحليل بيانات مئات الرحلات الجوية، والتحدث إلى مصادر خاصة للتحقق من دور هذه الخطوط، التي يربطها والحرس الثوري الإيراني علاقات قوية، في تفشي الفايروس حول العالم. لاسيما أن السلطات الإيرانية سمحت بإقامة الاحتفالات الدينية في قم مركز المذهب الشيعي في الشرق الأوسط والتي تشهد ملايين الزوار كل عام، بل والمضي قدما في عقد الانتخابات التشريعية، وهي المدينة التي شهدت أول حالة وفاة نتيجة الإصابة بفايروس كورونا في المنطقة، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من قبل أن الوضع في إيران أصبح مقلقا.
ولم تتوقف الرحلات الجوية الروتينية بين إيران والصين إلا يوم 31 يناير الماضي، حين أعلنت طهران رسميا توقف جميع الرحلات للحد من انتشار الفايروس، إلا أنه وبعد يومين من الإعلان، نشر النائب الإيراني بهرام بارسائي تغريدة حذر من أن الرحلات الجوية لم يتوقف وصولها من الصين، خلافا للحظر، فيما نشر السفير الصيني في طهران تشانغ هوا في اليوم ذاته، صورة على حسابه في «تويتر» تظهره بجانب الرئيس التنفيذي لشركة طيران «ماهان إير» حامد عرب نجاد، قال فيها: «شركة ماهان إير ترغب في مواصلة التعاون مع الصين».
والمعروف أن شركة ماهان إير هي أكبر شركات الطيران الخاصة في إيران، وتملك أسطولا مكونا من 55 طائرة، تنقل نحو 5 ملايين مسافر سنويا، وتطير إلى 66 وجهة حول العالم، من بينها بانكوك وبرشلونة.
وفي عام 2011 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة متهمة إياها بنقل أسلحة ومسؤولين كبار في جهاز الحرس الثوري الإسلامي القوي، وكان من بينهم الجنرال قاسم سليمان، الذي تعرض للقتل في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في العراق، في وقت سابق من هذا العام، فيما تولت ذات الشركة إعادة جثمانه على متن إحدى طائراتها إلى غيران.
وبتحليل بيانات رحلات الطيران لتكتشف حقيقة انتهاك ماهان إير حظر الطيران، الذي فرضته إيران نفسها مع الصين، بعد الإعلان عن الحظر مباشرة أظهرت البيانات أنه منذ 31 يناير حتى 20 أبريل كانت «ماهان إير» هي شركة الطيران الوحيدة التي تسير رحلات جوية مباشرة بين إيران والصين.
ورغم ارتفاع الأصوات الناقدة لتلك الرحلات في الداخل الإيراني، ردت الشركة على هذه الانتقادات بنشر صور لطائراتها على موقع «ويبو» الصيني للتواصل الاجتماعي أثناء نقلها مساعدات، بينما أظهرت بيانات الرحلات وتصريحات ماهان-آير الرسمية أن 6 من تلك الرحلات فقط استخدمت لنقل المساعدات، بينما أجلت 4 أخريات مواطنين إيرانيين من الصين، كانت آخرها يوم 5 فبراير، غير أن البيانات كشفت تسيير 157 رحلة أخرى بعد هذا التاريخ، ما يكشف أن إيران سمحت لماهان إير بخرق حظر السفر مع الصين الذي فرضته بنفسها.
وبحلول منتصف فبراير الماضي، كان الفايروس قد بلغ ذروته في الصين، وانتشر في إيران بمعدل ينذر بالخطر، فيما بدا نائب وزير الصحة الإيراني محموما خلال مؤتمر صحفي، ليثبت في وقت لاحق أنه أصيب بالفايروس، ومع ذلك ظلت الاحتفالات الدينية في إيران مستمرة، ولم تفرض أي إجراءات لحظرها، كما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمستشفيات تعج بالمرضى.
وبنهاية فبراير، أفادت المصادر الخاصة أن 210 أشخاص لقوا حتفهم في جميع أنحاء إيران، بينما كان الرقم الرسمي الذي أعنلته السلطات الإيرانية لم يتجاوز 34 شخصا.
ويكشف التحقيق أن موظفي ماهان إير لجأوا في 27 فبراير الماضي للحديث لصحيفة «شرق روزنامة» الإيرانية، معربين عن قلقهم من عدم خضوعهم للحجر الصحي بعد عودتهم من الصين، كما قالوا إنهم أجبروا على الاستمرار في الطيران على متن رحلات أخرى، مبدين خشيتهم من أن ذلك قد يساعد على انتشار الفايروس داخل إيران، إلا أن رحلات الشركة لم تقتصر على الصين فحسب، بل توجهت أيضا إلى لبنان والعراق وسورية، وهي دول تربطها علاقات عسكرية واقتصادية ودينية قوية بإيران والحرس الثوري هناك.
إلا أن استمرار الرحلات الجوية من إيران إلى هذه البلاد أثار مخاوف مواطني هذه البلدان الذين خرجوا يتحدثون عبر فيديوهات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين فيها أن عدم توقف الطيران سيكون سببا في تفشي الفايروس بين مواطنيهم.
ففي لبنان، تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بفايروس كورونا في 21 فبراير لسيدة تبلغ من العمر 41 عاماً والتي عادت من رحلة حج في مدينة قم، ونشرت صورة لجواز سفرها على «تويتر». وفي العراق كانت أول حالة إصابة بالفايروس تسجل رسميا في 24 فبراير، لطالب إيراني، والذي نشر على صفحته أنه كان في طهران في ذروة تفشي المرض.
وباستخدام مزيج من تحليل بيانات الرحلات الجوية، والتحدث إلى سكان بالعراق ولبنان، أكدت المصادر أن الطالب الإيراني كان على متن الرحلة رقم W55062 المتوجهة من طهران إلى النجف في 19 فبراير، أما السيدة اللبنانية فكانت على الرحلة رقم W51152 في اليوم التالي المتوجهة من طهران إلى بيروت، وهما رحلتان تتبعان لشركة «ماهان-إير»، وهو ما أثبتته صور عدة التقطت للسيدة على متن الرحلة ما يثبت صحة البيانات. كما عزز إعلان الإصابات الأولى في هذين البلدين المخاوف المحيطة بالسفر من وإلى إيران.
وفي 26 فبراير ظهر على تويتر فيديو لطائرة تتبع لشركة ماهان إير بمطار بغداد الدولي، قادمة من إيران، وردا على الأصوات المطالبة بحظر السفر علق العراق الرحلات الجوية من وإلى إيران، قبل 5 أيام في محاولة للحد من انتشار الفايروس، إلا أن بيانات رحلات الطيران كشفت السماح لـ«ماهان إير» بتسيير 15 رحلة جوية بعد فرض الحظر. وقالت الحكومة العراقية في تصريح خاص لــBBC آنذاك، أن تلك الرحلات جاءت لإعادة مواطنين إلى بلادهم، وحصلت على موافقة سلطة الطيران المدني العراقي، وأضافت الحكومة أن الرحلات من العراق لإيران ستستمر، غير أنها أكدت عدم استقبالها لأي مواطنين إيرانيين. فيما يعتقد مسؤولو الصحة العامة أن التجمعات الدينية الضخمة في أنحاء إيران لعبت دورا مهما في انتشار الفايروس.
وفي السياق ذاته، أطلع مصدر في شركة ماهان إير BBC على أنه خلال تلك الفترة ظهرت أعراض الإصابة بالفايروس على أكثر من 50 شخصا من أفراد طاقم الطيران، إذ يقول أفراد من طاقم ضيافة ماهان إير إنه لم يتم إمدادهم حينها بمعدات الحماية اللازمة التي تنص عليها لوائح اتحاد النقل الجوي الدولي. كما حصلت BBC على نسخة من اتفاقية عدم الإفصاح المسلمة لجميع موظفي ماهان إير والتي تهددهم بالملاحقة القانونية في حال تحدثوا علنا عن مخاوفهم.
وفي 8 مارس الماضي، منعت سوريا رسميا جميع الرحلات الجوية الروتينية من وإلى إيران، ولكن بيانات رحلات الطيران أظهرت أن 8 رحلات جوية تابعة لشركة ماهان إير جاءت خرقا لحظر السفر. فيما تأكد عبر مواد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن عدداً من ركاب تلك الرحلات أرسلوا إلى مركز الحجر الصحي في ريف دمشق. وبعد أيام، وبالتحديد في 22 مارس، أعلنت الحكومة السورية وصول أول حالة مصابة بفايروس كورونا، قائلة إنها تعود لامرأة عائدة من الخارج، دون تحديد بلد القدوم.
كما أثبتت تحاليل البيانات أن ماهان إير كانت تسير رحلات إلى بلدان حظرت السفر مع إيران، إذ ثبت وجود 37 رحلة جوية إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و18 رحلة أخرى مخالفة حول العالم، بينما أعطت هذه الدول حق الهبوط لطائرات ماهان إير على أراضيها رغم قرارات حظر السفر مع إيران.
وفي 18 أبريل وقع 1300 من طاقم الضيافة لشركة ماهان إير على رسالة مفتوحة تتهم شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة، قالوا فيها إن طلباتهم لمعدات الحماية الشخصية تم تجاهلها مرارا، وأنه تم تهديدهم من قبل الإدارة لتحدثهم علنا. وأضافوا أنهم اتهموا بتحمل مسؤولية انتشار الفايروس بداخل إيران، معرضين أحباءهم لخطر الإصابة.
وأخيرا حذر موظفو ماهان إير رئيس الشركة حامد عرب نجاد ورئيس مجلس الإدارة من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الركاب وطواقم الطيران. إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا، إذ استمرت الشركة في تسيير الرحلات، وهو ما ساعد في نشر فايروس كورونا وتعريض حياة الناس للخطر.
وحتى كتابة هذه السطور، لم ترد الشركة والحكومة الإيرانية والحكومات الأخرى التي سمحت بهبوط طائرات ماهان-إير، على الاتهامات الموجهة إليها بخرق حظر الطيران الدولي.
وفي تحقيقها المصور، أكدت BBC عربي أنها وعبر تحليل بيانات مئات الرحلات الجوية، والتحدث إلى مصادر خاصة للتحقق من دور هذه الخطوط، التي يربطها والحرس الثوري الإيراني علاقات قوية، في تفشي الفايروس حول العالم. لاسيما أن السلطات الإيرانية سمحت بإقامة الاحتفالات الدينية في قم مركز المذهب الشيعي في الشرق الأوسط والتي تشهد ملايين الزوار كل عام، بل والمضي قدما في عقد الانتخابات التشريعية، وهي المدينة التي شهدت أول حالة وفاة نتيجة الإصابة بفايروس كورونا في المنطقة، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من قبل أن الوضع في إيران أصبح مقلقا.
ولم تتوقف الرحلات الجوية الروتينية بين إيران والصين إلا يوم 31 يناير الماضي، حين أعلنت طهران رسميا توقف جميع الرحلات للحد من انتشار الفايروس، إلا أنه وبعد يومين من الإعلان، نشر النائب الإيراني بهرام بارسائي تغريدة حذر من أن الرحلات الجوية لم يتوقف وصولها من الصين، خلافا للحظر، فيما نشر السفير الصيني في طهران تشانغ هوا في اليوم ذاته، صورة على حسابه في «تويتر» تظهره بجانب الرئيس التنفيذي لشركة طيران «ماهان إير» حامد عرب نجاد، قال فيها: «شركة ماهان إير ترغب في مواصلة التعاون مع الصين».
والمعروف أن شركة ماهان إير هي أكبر شركات الطيران الخاصة في إيران، وتملك أسطولا مكونا من 55 طائرة، تنقل نحو 5 ملايين مسافر سنويا، وتطير إلى 66 وجهة حول العالم، من بينها بانكوك وبرشلونة.
وفي عام 2011 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة متهمة إياها بنقل أسلحة ومسؤولين كبار في جهاز الحرس الثوري الإسلامي القوي، وكان من بينهم الجنرال قاسم سليمان، الذي تعرض للقتل في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في العراق، في وقت سابق من هذا العام، فيما تولت ذات الشركة إعادة جثمانه على متن إحدى طائراتها إلى غيران.
وبتحليل بيانات رحلات الطيران لتكتشف حقيقة انتهاك ماهان إير حظر الطيران، الذي فرضته إيران نفسها مع الصين، بعد الإعلان عن الحظر مباشرة أظهرت البيانات أنه منذ 31 يناير حتى 20 أبريل كانت «ماهان إير» هي شركة الطيران الوحيدة التي تسير رحلات جوية مباشرة بين إيران والصين.
ورغم ارتفاع الأصوات الناقدة لتلك الرحلات في الداخل الإيراني، ردت الشركة على هذه الانتقادات بنشر صور لطائراتها على موقع «ويبو» الصيني للتواصل الاجتماعي أثناء نقلها مساعدات، بينما أظهرت بيانات الرحلات وتصريحات ماهان-آير الرسمية أن 6 من تلك الرحلات فقط استخدمت لنقل المساعدات، بينما أجلت 4 أخريات مواطنين إيرانيين من الصين، كانت آخرها يوم 5 فبراير، غير أن البيانات كشفت تسيير 157 رحلة أخرى بعد هذا التاريخ، ما يكشف أن إيران سمحت لماهان إير بخرق حظر السفر مع الصين الذي فرضته بنفسها.
وبحلول منتصف فبراير الماضي، كان الفايروس قد بلغ ذروته في الصين، وانتشر في إيران بمعدل ينذر بالخطر، فيما بدا نائب وزير الصحة الإيراني محموما خلال مؤتمر صحفي، ليثبت في وقت لاحق أنه أصيب بالفايروس، ومع ذلك ظلت الاحتفالات الدينية في إيران مستمرة، ولم تفرض أي إجراءات لحظرها، كما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لمستشفيات تعج بالمرضى.
وبنهاية فبراير، أفادت المصادر الخاصة أن 210 أشخاص لقوا حتفهم في جميع أنحاء إيران، بينما كان الرقم الرسمي الذي أعنلته السلطات الإيرانية لم يتجاوز 34 شخصا.
ويكشف التحقيق أن موظفي ماهان إير لجأوا في 27 فبراير الماضي للحديث لصحيفة «شرق روزنامة» الإيرانية، معربين عن قلقهم من عدم خضوعهم للحجر الصحي بعد عودتهم من الصين، كما قالوا إنهم أجبروا على الاستمرار في الطيران على متن رحلات أخرى، مبدين خشيتهم من أن ذلك قد يساعد على انتشار الفايروس داخل إيران، إلا أن رحلات الشركة لم تقتصر على الصين فحسب، بل توجهت أيضا إلى لبنان والعراق وسورية، وهي دول تربطها علاقات عسكرية واقتصادية ودينية قوية بإيران والحرس الثوري هناك.
إلا أن استمرار الرحلات الجوية من إيران إلى هذه البلاد أثار مخاوف مواطني هذه البلدان الذين خرجوا يتحدثون عبر فيديوهات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين فيها أن عدم توقف الطيران سيكون سببا في تفشي الفايروس بين مواطنيهم.
ففي لبنان، تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بفايروس كورونا في 21 فبراير لسيدة تبلغ من العمر 41 عاماً والتي عادت من رحلة حج في مدينة قم، ونشرت صورة لجواز سفرها على «تويتر». وفي العراق كانت أول حالة إصابة بالفايروس تسجل رسميا في 24 فبراير، لطالب إيراني، والذي نشر على صفحته أنه كان في طهران في ذروة تفشي المرض.
وباستخدام مزيج من تحليل بيانات الرحلات الجوية، والتحدث إلى سكان بالعراق ولبنان، أكدت المصادر أن الطالب الإيراني كان على متن الرحلة رقم W55062 المتوجهة من طهران إلى النجف في 19 فبراير، أما السيدة اللبنانية فكانت على الرحلة رقم W51152 في اليوم التالي المتوجهة من طهران إلى بيروت، وهما رحلتان تتبعان لشركة «ماهان-إير»، وهو ما أثبتته صور عدة التقطت للسيدة على متن الرحلة ما يثبت صحة البيانات. كما عزز إعلان الإصابات الأولى في هذين البلدين المخاوف المحيطة بالسفر من وإلى إيران.
وفي 26 فبراير ظهر على تويتر فيديو لطائرة تتبع لشركة ماهان إير بمطار بغداد الدولي، قادمة من إيران، وردا على الأصوات المطالبة بحظر السفر علق العراق الرحلات الجوية من وإلى إيران، قبل 5 أيام في محاولة للحد من انتشار الفايروس، إلا أن بيانات رحلات الطيران كشفت السماح لـ«ماهان إير» بتسيير 15 رحلة جوية بعد فرض الحظر. وقالت الحكومة العراقية في تصريح خاص لــBBC آنذاك، أن تلك الرحلات جاءت لإعادة مواطنين إلى بلادهم، وحصلت على موافقة سلطة الطيران المدني العراقي، وأضافت الحكومة أن الرحلات من العراق لإيران ستستمر، غير أنها أكدت عدم استقبالها لأي مواطنين إيرانيين. فيما يعتقد مسؤولو الصحة العامة أن التجمعات الدينية الضخمة في أنحاء إيران لعبت دورا مهما في انتشار الفايروس.
وفي السياق ذاته، أطلع مصدر في شركة ماهان إير BBC على أنه خلال تلك الفترة ظهرت أعراض الإصابة بالفايروس على أكثر من 50 شخصا من أفراد طاقم الطيران، إذ يقول أفراد من طاقم ضيافة ماهان إير إنه لم يتم إمدادهم حينها بمعدات الحماية اللازمة التي تنص عليها لوائح اتحاد النقل الجوي الدولي. كما حصلت BBC على نسخة من اتفاقية عدم الإفصاح المسلمة لجميع موظفي ماهان إير والتي تهددهم بالملاحقة القانونية في حال تحدثوا علنا عن مخاوفهم.
وفي 8 مارس الماضي، منعت سوريا رسميا جميع الرحلات الجوية الروتينية من وإلى إيران، ولكن بيانات رحلات الطيران أظهرت أن 8 رحلات جوية تابعة لشركة ماهان إير جاءت خرقا لحظر السفر. فيما تأكد عبر مواد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن عدداً من ركاب تلك الرحلات أرسلوا إلى مركز الحجر الصحي في ريف دمشق. وبعد أيام، وبالتحديد في 22 مارس، أعلنت الحكومة السورية وصول أول حالة مصابة بفايروس كورونا، قائلة إنها تعود لامرأة عائدة من الخارج، دون تحديد بلد القدوم.
كما أثبتت تحاليل البيانات أن ماهان إير كانت تسير رحلات إلى بلدان حظرت السفر مع إيران، إذ ثبت وجود 37 رحلة جوية إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و18 رحلة أخرى مخالفة حول العالم، بينما أعطت هذه الدول حق الهبوط لطائرات ماهان إير على أراضيها رغم قرارات حظر السفر مع إيران.
وفي 18 أبريل وقع 1300 من طاقم الضيافة لشركة ماهان إير على رسالة مفتوحة تتهم شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة، قالوا فيها إن طلباتهم لمعدات الحماية الشخصية تم تجاهلها مرارا، وأنه تم تهديدهم من قبل الإدارة لتحدثهم علنا. وأضافوا أنهم اتهموا بتحمل مسؤولية انتشار الفايروس بداخل إيران، معرضين أحباءهم لخطر الإصابة.
وأخيرا حذر موظفو ماهان إير رئيس الشركة حامد عرب نجاد ورئيس مجلس الإدارة من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الركاب وطواقم الطيران. إلا أن ذلك لم يجدِ نفعا، إذ استمرت الشركة في تسيير الرحلات، وهو ما ساعد في نشر فايروس كورونا وتعريض حياة الناس للخطر.
وحتى كتابة هذه السطور، لم ترد الشركة والحكومة الإيرانية والحكومات الأخرى التي سمحت بهبوط طائرات ماهان-إير، على الاتهامات الموجهة إليها بخرق حظر الطيران الدولي.