كشف مصدر موثوق لـ «عكاظ»، تفاصيل الاجتماع الذي عقد أخيرا في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، بمشاركة الضابط في الحرس الثوري يحيى أميري، مع قادة المليشيا الموالية لإيران وبحضور ممثل «حزب الله» اللبناني المدعو أبو رقية (له مقر داخل معسكر أشرف بمحافظة ديالى). وأفصح المصدر أن اللقاء ناقش خريطة الحرس الثوري القادمة في العراق خلال هذه الفترة الحرجة، وتضمنت: إزاحة فالح الفياض من رئاسة هيئة الحشد، سيطرة المليشيا على قرار المحافظات السنية من خلال الهيمنة على قرارات الحكومات المحلية، معاقبة وإبعاد أو تصفية أي معارض لهذه التوجهات في المدن السنية، تعيين مقرب من إيران في وزارة المالية، الحصول على أكبر قدر من الأموال بتنشيط الشبكات التابعة لهذه المليشيا في دوائر الدولة، السيطرة على خلايا داعش للقيام بعمليات تصب في مصلحة السياسة الإيرانية في العراق.
وتتناغم هذه المعلومات التي تأتي عقب زيارة زعيم فيلق القدس إسماعيل قاآني للعراق مطلع أبريل، مع تحركات واسعة لفصائل موالية لطهران في شمال وغرب ووسط العراق.
وأفاد المصدر، بأن المخطط الإيراني يهدف إلى سد الفراغات التي تركها مقتل قاسم سليماني على مستوى إدارته للمليشيات في العراق أو تحريكه المشهد السياسي عبر قادة الكتل السياسية المعروفة.
وتحدث مخطط الملالي عن إعادة انتشار مليشيات «كتائب حزب الله والنجباء والبدلاء والخراساني والإمام علي وسيد الشهداء والعصائب» في محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك مع تقسيم مناطق نفوذهم في بغداد، ومحيطها إلى جانب إنشاء أذرع تخادم محلية في تلك المناطق، وإعادة بناء هيكل المخبر السري مجدداً الذي ابتدعه نوري المالكي بين عامي 2006 و2014 في المناطق ذاتها، لكن هذه المرة يستهدف المعارضين للنفوذ الإيراني. وأكد أن تلك المليشيات ستتولى عملية التنفيذ مستغلة حالة ضعف الدولة والأزمات السياسية والأمنية والصحية والمالية التي تعصف بها منذ أشهر عدة.
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن ما تسرب من المخطط هدفه الهيمنة على نحو 49% من مساحة العراق (المناطق ذات الغالبية السنية).
وفي ما يتعلق بفالح الفياض فقد لا يكون مفاجئاً اكتشاف أن هناك رغبة إيرانية في إزاحته من رئاسة هيئة الحشد واستبداله بشخصية أكثر حدية وتطرفاً من حيث الولاء أو القرب من نظام الولي الفقيه، خاصة وأن الفياض خاض مواجهات سابقة مع أبومهدي المهندس وقادة مليشيا مختلفة على خلفية قصف القواعد الأمريكية، أو موضوع مساعي إخضاعهم لقرار الحشد الذي يمنع قادة الفصائل من التدخل في الأزمة السياسية بين الكتل الشيعية.
ويعتقد المصدر أن هذه التسريبات التي تتناقلها أوساط سياسية وفصائلية بعضها مقربة من إيران، لا تعد شيئاً أمام عودة ملامح «جناح إيراني داخل داعش»، كما اصطلح عليه أحدهم في تذكير منه بنجاح إيران في اختراق تنظيم «القاعدة» بالعراق بين عامي 2005 و2009، وتنفيذ عمليات إرهابية تصب في صالحها.
فالهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدها العراق منذ السادس والعشرين من أبريل الماضي وحتى الآن تصب في هذا الاتجاه، إذ ركزت على الحشد العشائري السني تحديداً، وتوقيتها ومكان تنفيذها وتحولها لذريعة أعادت للحشد حجته في التمدد والانتشار بمناطق من المفترض أنه استنفد آخر أوراق حججه التي يتذرع بها للبقاء، وكلها قد تذهب إلى أننا قد نرى مستقبلاً عمليات إرهابية يكون المتبني داعش، والضحية سنة العراق، والمستفيد إيران تماماً كما جرت الحالة منذ سنين خلت.