بلغ التوتر ذروته بين الولايات المتحدة والصين بشأن معرفة أصل فايروس كورونا الجديد. وتواصل الصحف الغربية حملات موجهة للنيل من الصين، لحشد رأي عام عالمي لاتخاذ إجراءات ضد بكين، بدعوى أن الفايروس انطلق من مختبر الفايروسات التابع لها بمدينة ووهان. وذكرت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية أمس أن معلومات جهاز الاستخبارات الفيديرالي الألماني تشير إلى أن الرئيس الصيني تشي جنبنغ طلب من مدير منظمة الصحة العالمية تادروس أدانوم أن «يؤخر إعلان كوفيد 19 وباء عالمياً»، خلال محادثة هاتفية بينهما في 21 يناير 2020. وسارعت المنظمة الدولية إلى وصف تقرير ديرشبيغل بأنه لا أساس له من الصحة. وكانت قد التقطت صورة للرئيس الصيني وتادروس في بكين في 28 يناير الماضي. وقالت المنظمة إن مديرها العام لم يتحدث مطلقاً بالهاتف مع الرئيس الصيني، خصوصاً في 21 يناير. وأوضحت أن الصين أبلغت المنظمة بانتقال الفايروس من الحيوان إلى الإنسان في 20 يناير، قبل المحادثة المزعومة. وأعلنت المنظمة انتقال عدوى الفايروس من إنسان لإنسان في 22 يناير. ودأب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على اتهام منظمة الصحة العالمية بأنها ألعوبة بيد الصين. وفي لندن، ذكرت شبكة «ان بي سي نيوز» الأمريكية أن ثلاثة مصادر مطلعة أفضت لها بأن تحليلاً لبيانات مواقع الهواتف الجوالة أظهر أن مختبر يوهان للفايروسات تم إغلاقه خلال أكتوبر 2019. ويشير التقرير إلى أنه لم يُلحظ وجود نشاط لهواتف خلوية في الأقسام عالية التدابير الأمنية في المختبر خلال الفترة 7-24 أكتوبر الماضي. ورجحت مصادر استخبارية أنه ربما كانت هناك «حادثة خطيرة» بالمختبر خلال الفترة 6-11 أكتوبر. ويعتقد أن ترمب اطلع على تلك المعلومات الاستخبارية، وبنى عليها هجومه على بكين. لكن دوائر الاستخبارات الغربية تتمسك بأنه لا يوجد ما يؤكد وقوع حادثة من قبيل تسرب الفايروس إلى خارج المختبر. ويقول العلماء والخبراء إنهم يرجحون أن الفايروس ربما انتقل من حيوان للإنسان في سوق ووهان للحيوانات الحية والمذبوحة. وذكرت منظمة الصحة العالمية (الجمعة) أنها تعتقد بأن السوق المبتلة في ووهان لعبت دوراً في انتشار الفايروس. وتقول أجهزة استخبارية أمريكية إنها تجري تحقيقاً موسعاً في نشاط المختبر الصيني خلال الفترة المذكورة. ويشمل ذلك بيانات التنصت، ورصد دخول الموظفين وخروجهم. وتزامن التوتر في شأن أصل الفايروس مع مواجهات متزايدة بين واشنطن وبكين، تتعلق بتعزيز الصين قطعها البحرية في مياه بحر الصين الجنوبي، ما دعا واشنطن للمسارعة بإرسال قطع بحرية أمريكية إلى هناك.