الزيدي خلال اعتقاله في السجن.
الزيدي خلال اعتقاله في السجن.

وثيقة تتعلق بقضية الزيدي.
وثيقة تتعلق بقضية الزيدي.
عبدالمهدي
عبدالمهدي
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
بعد فضيحة الفساد وإهدار المال العام خلال فترة حكمه، ودعوات برلمانية تطالب بمنع رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، ووزرائه من السفر، يبدو أن الباب قد فتح على مصراعيه للبحث عن فضائح هذه المرحلة التي لم تستمر سوى أكثر من عام حتى قدم استقالته على وقع تظاهرات غاضبة وحاشدة. فقد شهدت هذه المرحلة حملات اعتقالات واغتيالات طالت ناشطين ومشاركين في الاحتجاجات، بعضها نفذته مليشيا موالية لنظام الملالي.

إحدى هذه الفضائح يكشف عنها الناشط العراقي عدي الزيدي والد عادل الفتى الذي أطلق سراحه الخميس الماضي بعد أشهر من الاعتقال إثر مشاركته في مظاهرات ضد حكومة عبد المهدي، مؤكدا أن نجله تعرض للتعذيب، والاتهام بالترويج لحزب البعث وعقد اجتماعات مع رغد صدام حسين، رغم أن عمره لم يتجاوز 17 عاما.


وظهر عادل في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، متحدثا عن خروجه بكفالة مالية لحين محاكمته، نافيا التهم الموجهة له ولوالده بالانتماء لحزب البعث «المحظور».

وجاء إطلاق الزيدي بعد أيام من قرار رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي السبت الماضي، بالإفراج عن المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر 2019.

وقال والده عدي الزيدي، إن عادل لايزال طالبا في المرحلة المتوسطة، وانضم للتظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد خلال احتجاجات أكتوبر الماضي، لكنه اختفى يوم 11 نوفمبر لنعلم بعد ذلك أنه رهن الاعتقال بعدها خبره اعتقاله.

وأضاف أن المحققين سعوا إلى انتزاع الاعترافات بالقوة وتحت التعذيب بواسطة الضرب بأسلاك معدنية، ما دفع عادل إلى التوقيع على محضر التحقيق من دون أن يقرأه خشية تعذيبه مجددا. وأفصح والد عادل عن أسماء محققين ومسؤولين شاركوا في التحقيق مع نجله وبعضهم أشرف على عمليات التعذيب، مؤكدا أن ضابطا بعينه معروف بقسوته أرسل مباشرة من قبل عبد المهدي للإشراف على عمليات التحقيق مع المحتجين المعتقلين.

من جهته، أكد مصدر أردني أن رغد صدام تلتزم بشروط الإقامة في عمان، ولا تمارس أي أنشطة سياسية أو غير سياسية، ولاتستقبل أي وفود عراقية في مقر إقامتها. وشدد على أن أي ادعاءات من هذا النوع لا أساس لها من الصحة.

وتقيم رغد في العاصمة الأردنية منذ سقوط نظام والدها ضمن شروط تلتزم بها بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو غير سياسي من شأنه الإضرار بالأمن الوطني الأردني أو المس بعلاقات الأردن مع الدول الشقيقة والصديقة.

وبرز اسم رغد مجددا في أعقاب أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات، وجرى اتهام بعضهم بعقد اجتماعات مع رغد في عمان.

وقال المصدر الأردني إن هناك أطرافا معينة رفض تسميتها تسعى لإثارة موضوع إقامة رغد في عمان، لافتا إلى أن هذه الأطراف ضغطت على حكومات عراقية سابقة لمطالبة الأردن بتسليمها ابنة الرئيس العراقي السابق.

إلى ذلك، أكد مصدر أمني عراقي لـ "عكاظ" ، أن المخابرات العراقية التي كان يقودها الكاظمي في عهد حكومة عادل عبدالمهدي لا علاقة لها بعمليات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون، كاشفا أن مؤسسات أمنية بعينها كانت تمارس التعذيب والقبضة الحديدية تنفيذا لتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء السابق.

يذكر أن قوات الأمن العراقية استخدمت القوة القاتلة في مواجهة المتظاهرين ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، وهو ما وثقته منظمات حقوقية دولية ومحلية.

وتمددت في عهد حكومة عبدالمهدي صلاحيات مليشيا الحشد الشعبي التي سارعت إلى قتل المتظاهرين في بغداد والمدن الجنوبية دون أن تتعرض للمحاكمة أو حتى المساءلة القانونية.