في إطار ما تشهده العلاقات السعودية العراقية من تطورات إيجابية خلال الأعوام الماضية، أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي وزير المالية ووزير النفط بالوكالة علي عبدالأمير علاوي، زيارة للمملكة أمس (الجمعة) 29 رمضان 1441 حاملاً رسالة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من دولة رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي، ولبحث العلاقات الأخوية والاقتصادية بين الجانبين.
وقد كان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي في الرياض وزير التجارة رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي العراقي الدكتور ماجد القصبي، ووزير المالية محمد الجدعان، ومحافظ الهيئة العامة للتجارة الخارجية الأمين العام للجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي العراقي عبدالرحمن بن أحمد الحربي.
واجتمع علاوي مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث ناقش الجانبان استقرار السوق البترولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين في مجالات الطاقة.
وعبر الجانبان عن ارتياحهما لتحسن العوامل الأساسية في السوق البترولية، مع بداية سريان اتفاقية أوبك بلس، واتفقا على ضرورة مواصلة العمل مع جميع المنتجين لتسريع استعادة التوازن للأسواق، مؤكدين بذلك التزام بلديهما الراسخ بتطبيق اتفاقية «أوبك بلس».
كما التقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية والنفط بالوكالة العراقي، حيث هنأه بتشكيل الحكومة العراقية برئاسة السيد مصطفى الكاظمي ونيلها الثقة من البرلمان العراقي، وأكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحكومة المملكة على وحدة الشعب العراقي الشقيق، وأهمية التعاون مع الحكومة العراقية الجديدة لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يصب في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.
كما عبر وزير الخارجية لعلاوي عن دعم المملكة للعراق بما يحقق أمنه واستقراره والتصدي للإرهاب، مشيراً إلى أن المملكة تحترم سيادة العراق ووحدة أراضيه بعيداً عن التدخلات الأجنبية.
وأشار وزير الخارجية إلى أهمية مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي أنشئ بتوجيهات من قيادة المملكة كآلية لتطوير العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية والاستثمارية، موضحاً صدور توجيهات من القيادة الرشيدة بعودة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى العراق لمزاولة عمله في أقرب وقت وذلك لترجمة رغبة المملكة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
كما التقى نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي مع وزير التجارة رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي العراقي ونظيره وزير المالية السعودي، حيث قدم الجانب السعودي تمنياته للشعب العراقي الشقيق دوام التقدم والازدهار وللحكومة الجديدة التوفيق والسداد والتأكيد على حرص القيادة السعودية على وحدة الشعب العراقي الشقيق وأن ما يربط الشعبين السعودي والعراقي هي علاقات الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد، مؤكداً دعم حكومة المملكة العربية السعودية للحكومة العراقية لكل ما فيه خير الشعب العراقي.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء سبل التعاون المشترك وتفعيل العلاقات بين القطاع المالي كقاعدة لتحفيز الاستثمار والتبادل التجاري، ومناقشة عدد من الموضوعات المرتبطة بأعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي وأبرز ما تم إنجازه والتقدم في أعمال اللجان المنبثقة من المجلس والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة في كافة المجالات، ومن ذلك موضوع المنافذ البرية والعلاقات الجمركية وتنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين وأهمية تشكيل مجلس الأعمال المشترك، إضافة إلى بدء أعمال الملحقية التجارية السعودية في العراق خلال الفترة القادمة، وتكثيف الجهود لافتتاح منفذ جديدة عرعر قريباً، وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
يذكر أنه وخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات إيجابية ملحوظة، منها نمو التبادل التجاري خلال السنوات الماضية، عودة السفراء في البلدين، وفتح خطوط الطيران وافتتاح القسم القنصلي التابع للسفارة في بغداد، والموافقة على افتتاح ملحقية تجارية في بغداد.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص القيادتين في البلدين الشقيقين على تعزيز العلاقة والعمل المشترك.