-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
تتجه أنظار العالم صوب الولايات المتحدة الأمريكية، المشتعلة بمظاهرات احتجاجية ساخنة، تجاوزت حدود الغضب إلى ممارسات النهب والعنف، بعد مقتل مواطن أمريكي من أصول أفريقية.

ويرى خبيران مصريان لـ«عكاظ»، أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسسات وقادرة على احتواء تلك الأحداث، التى لم تكن الأخيرة، فقد سبقتها مثل تلك الأحداث فى عهد الرؤساء السابقين.


وقال الدكتور عبدالله حشيش مدير مركز الدراسات السياسية والاجتماعية، إن أحداث الشغب والعنف التى تشهدها عدد من الولايات الأمريكية سيتم احتواؤها، وربما تحدث تغيرات فى السياسة من حيث تجاوز أزمة التميز داخل المجتمع الأمريكى. وقال إن ما حدث لم ينتقص من فرصة الجمهوريين فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ولن تضيف إلى الديمقراطيين شيئاً، على الرغم من أن الناخبين السود يمتلكون كتلة انتخابية، ولكن المحدد لسير الانتخابات الأمريكية المرتقبة هو الآثار التى خلفتها فايروس كورونا، والإدارة الأمريكية قامت بدور فعال في هذا الملف.

وأشار إلى أن الحادثة التي ذهب ضحيتها الشاب ذو الأصول الأفريقية، تم توثيقها عبر فيديو، ولهذا تصاعد؛ كما تمت مشاهدة أزمات مماثلة ومظاهرات عنيفة فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما وتم تجاوزها فى النهاية، لتبقى دولة المؤسسات الأمريكية قادرة على استيعابها، مشدداً على أن أعضاء «أنتيفا» المتطرفة وعقيدتهم القريبة من الفوضوية، هي وراء تلك الأحداث واشتعالها، وهى مدعمة من قبل أثرياء ومثقفين، وتضرم النيران فى الشوارع، وتقوم بعمليات نهب للمحلات.

من جهته، يرى المحلل السياسي الدكتور جمال أسعد، أن هناك مخططاً داخلياً وخارجياً يستهدف مكانة ودور ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً، مؤكداً أن أمريكا دولة مؤسسات وتتمتع بنظام رئاسي دقيق وفصل بين السلطات، وأن الاحتجاج أخذ طابعاً عنيفاً وشاهدنا كثيراً من مشاهد العنف، والقاعدة هي أن الاحتجاج السلمي يجب أن يكون بعيداً عن التخريب، على خلفية مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد بأيدي شرطي بعد توقيفه، ولكن ما حدث من حرق وتدمير في الممتلكات العامة والخاصة يعد مخالفاً ومخططاً له، والعنف الذي تورطت فيه «أنتيفا» وجماعات أخرى مماثلة يعد «إرهاباً محلياً»، وسوف تتعامل معه الإدارة الأمريكية خلال الساعات القادمة.