أكد مراقبون سياسيون، أن تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، مني بضربة موجعة بعد مقتل زعيمه عبد المالك دروكدال، على يد قوات فرنسية في شمال مالي.وتوقع خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، أن تكون لهذه العملية انعكاسات سلبية كبيرة على نشاط الجماعات الإرهابية في بلادة المغرب العربي.
وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، أمس أن قوة عسكرية من بلادها بدعم من شركاء محليين قتلت دروكدال وعددا من معاونيه خلال عملية في شمال مالي، في الثالث من يونيو الجاري، موضحة أن عبد المالك دروكدال كان يقود كل مجموعات القاعدة في شمال إفريقيا وقطاع الساحل، بما في ذلك ما يسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، إحدى الجماعات الإرهابية الرئيسية الناشطة في الساحل.
يذكر أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» نشأ عن تنظيم متطرف كان ينشط في الجزائر، ويعرف باسم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، وفي يناير عام 2007 بايع زعيمه دروكدال تنظيم القاعدة الإرهابي. وينشط التنظيم في الجزائر، ويمتد نفوذه إلى جنوب الصحراء ومنطقة الساحل، مرورا بموريتانيا والمغرب وتونس ومالي.
ودروكدال الملقب بـ«أبو مصعب عبد الودود» قتل عن 48 عاما، ولد بإحدى القرى التابعة لولاية البليدة الجزائرية، ويعتبر من بين أخطر الإرهابيين في شمال إفريقيا، وشارك في سيطرة المتشددين على شمال مالي.وكان له دور فعال في اختطاف مواطنين محليين وغربيين في هجمات عدة في تونس والنيجر ومالي.
وبحسب موقع «سكاي نيوز عربية»، فإنه بعد اعتقال محمد المرابط الشهر الماضي، استطاعت المخابرات الفرنسية أن تحصل على عدد من المعلومات عن دروكدال، مستعينة أيضا بالأقمار الاصطناعية الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى مقتله.
وأكد الباحث في شؤون دول الساحل شيخ ولد محمد حرمة، أن مقتل دروكدال "ضربة قاضية ومفاجئة في نفس الوقت، على اعتبار أن العملية حدثت في شمال مالي..
وأضاف أنه «يمكن اعتبار هذه العملية بمثابة المرحلة الأخيرة من تلاشي واختفاء القيادة الجزائرية والموريتانية لتنظيم القاعدة».
وحدد 3 سيناريوهات بعد مقتل دروكدال:
أولا، تحول القيادة إلى إياد آغ غالي، وهو زعيم معروف لتحالف الحركات الإرهابية المسمى (نصرة الإسلام والمسلمين)".
وثانيا، عودة المختار بلمختار إلى الواجهة بعد اختفائه لسنوات، وهو شخص طموح وغامض ويتمتع بالكثير من القوة، وقادر على أن يكون رأس الحربة ويعيد ترتيب الصفوف وإعادة الاعتبار لتنظيم القاعدة الذي تأثر كثيرا باغتيال قياداته خلال السنوات الاخيرة.
وثالثا، تلاشي القاعدة في بلاد المغرب، بعد أن فقد التنظيم الكثير من قوته وأن تتحول بعض الصدارة إلى جماعة (نصرة الإسلام والمسلمين)".