-A +A
«عكاظ» (بيروت)

ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها أنصار «حزب الله» اللبناني وأتباع حركة أمل‬⁩ على «أم المؤمنين» السيدة عائشة رضي الله عنها، بل لا يتورع بعض منظري الحزب وقادة الحركة عن تأجيج الطائفية بين المسلمين من خلال شحن وتنشئة أجيال على الحقد والكراهية والسب والقذف.

وروى شهود عيان أن مجموعات من مليشيا الحزب والحركة تصدوا لمظاهرة سلمية تطالب بنزع سلاح «حزب الله»، انطلقت من منطقة خندق الغميق وهتفت «شيعة شيعة»، وتضمنت الهتافات تطاولا على السيدة عائشة رضي الله عنها بألفاظ سيئة، كما تناقلت مقاطع عبر مواقع التواصل التجاوزات الطائفية الخرقاء.

وأكدت المراقبة الإعلامية لينا دوغان لـ«عكاظ» أن عددا من المنتمين للحزب والحركة وجهوا إهانات بذيئة جداً لـ«أم المؤمنين» يستحي الإنسان من ذكرها، وتساءلت: هل السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام هي من دعت الثوار لرفع شعار نزع السلاح غير الشرعي، أو كانت أحد الأطراف التي اعتمدت القرار 1559 حتى يشتمونها بهذه الألفاظ النابية؟

فيما ‏عد أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي شتم «أم المؤمنين» السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة الرسول المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، بهذه القباحة والوقاحة يوجب على حكماء وعلماء الطائفة الشيعية موقفاً واضحاً مستنكراً لما حصل، وأخذاً على يد هؤلاء الغوغاء في الشوارع ومعاقبتهم دفعاً للفتنة والشرور.

من جهته، حاول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل حسن المصري التهوين مما يتم تناقله عبر بعض وسائل التواصل لبث الفتنة بين المؤمنين، وعده خارج نطاق القيم النبيلة والأخلاق الإسلامية الحميدة.

وأضاف في بيان صحفي «ركيك» أن أي إساءة أو تطاول من بعض الجهلة، الذين لا يعرفون مدرسة أهل البيت وتعاليمهم، مدانة ومرفوضة ومستهجنة، خصوصا إذا حاولت ولو بأي حد، مهما كان، المس بـ«أم المؤمنين» عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

‏ودعا إلى ضرورة الانتباه من قليلي الدين والإيمان، كما وصفهم، الذين يحاولون أن يصيبوا المسلمين بمقدساتهم، وهم لا يعلمون أن أهم مبادئ مدرسة أهل البيت هي أن كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا.

فيما أصدرت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية بيانا حذرت فيه جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية.

‏وأكدت أن شتم «أم المؤمنين» السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائنا من كان لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية. وأوضحت أن دار الفتوى مفتوحة لتعليم الجاهل من تكون السيدة عائشة زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، كون أي إساءة بحقها تمس كل المسلمين. وعزت ما صدر من سب وإهانات إلى الجهلة الموتورين ممن هم في غفلة من أمرهم ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الإسلام، ودعتهم إلى الاقتداء بأخلاق الإسلام استنادا لما جاء في الحديث النبوي الشريف: «لم أبعث سبابا ولا شتاما ولا لعانا إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

فيما قال «حزب الله» في بيان مقتضب ضعيف، إن ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبر إطلاقاً عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين.

في وقت دعا لبنانيون إلى ضرورة صدور موقف رسمي واضح من قيادات الحزب والحركة يتضمن البراءة والرفض ومحاسبة المتورطين وتقديمهم للعدالة.