-A +A
«عكاظ» (خاص) okaz_online@
بات واضحا أن الوجود الإيراني في سورية أصبح على صفيح ساخن، بعد الحديث الإعلامي حول عملية عسكرية ضد المليشيات الإيرانية في غربي الفرات، الأمر الذي جعل إيران تغير الكثير من إستراتيجياتها في سورية، إذ نقلت مليشيا «فاطميون» و«زينبيون» من البوكمال إلى دير الزور، فيما غيرت العديد من مقراتها في الأسبوعين الماضيين. وفي حلب، بحسب مصادر سورية متطابقة، فإن القوات الروسية أخذت مواقع للمليشيات الإيرانية بعد ضربات موجعة في ريف حلب خلال الشهر الجاري.

في الوقت ذاته، يكثف التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من وجوده في سورية منذ بداية العام، وتعزز الولايات المتحدة الأمريكية من وجودها في شرق الفرات، حيث تنتشر إيران على الضفة الأخرى من نهر الفرات، وإن صح ما تردد في الآونة الأخيرة من أن التحالف طلب من قوات سورية الديمقراطية الاستعداد لمواجهة عسكرية مع إيران، فإن إيران لن تتمكن من البقاء طويلا، على الأقل في دير الزور.


وإلى جانب الضعف الإيراني في سورية وتزايد وتيرة الضربات والهزيمة، ثمة هزائم أخرى في لبنان، إذ إن هيمنة «حزب الله» اللبناني على قرار الحكومة اللبنانية تعني السيطرة الإيرانية على الإرادة السياسية اللبنانية، في ظل وضع اقتصادي متردٍ في لبنان سببته الأوامر الإيرانية لـ«حزب الله»، وهو ما أدى إلى مطالبة أصوات الطبقة السياسية اللبنانية بضرورة كف يد إيران عن لبنان، لما لها من دور في تخريب الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد.

ولم يعد سرا الصراع الإيراني - الروسي في سورية، إذ تحاول روسيا تحجيم هذا النفوذ على المستوى العسكري، وأجرت بالتعاون مع النظام السوري تغييرات عسكرية مهمة في الجنوب السوري، بحيث لا تنفرد إيران بالوضع في الجنوب السوري وتشكل عامل زعزعة للاستقرار على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.

روسيا لم تعد ترغب في استمرار النفوذ الإيراني في سورية، بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، إضافة إلى أن الوجود الإيراني يعرقل أية عملية سياسية تريد روسيا فرضها على النظام السوري، ناهيك عن الضربات المستمرة ضد المليشيات الإيرانية، كل هذه المعطيات تؤكد أن أيام إيران في سورية باتت قليلة.