نظام خامنئي متجذر في بلاد الرافدين، فبعد التدخل الأمريكي عام 2003 استغلت إيران انهيار الدولة العراقية وتشرذم الطائفة السنية وتشتت القوى العسكرية التابعة لنظام صدام؛ لتعزيز نفوذها الطائفي وإعادة تموضعها بالكامل في كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ومليشياتها الطائفية التي زودتها بالسلاح والعتاد وانتقمت من طائفة السنة أشد انتقام وأذاقتهم سوء العذاب. وتحت غطاء محاربة منظمات إرهابية مثل القاعدة و«داعش»، وهي التي غذّتهم ودرّبتهم، قتلت الآلاف من السنة لإحداث التغيير الديموغرافي واستبدلتهم بالطائفة الشيعية، للقضاء على عروبة العراق وجعله مركزا لتهديد دول الجوار. وحققت إيران أهدافها في العراق، وتمتعت بتأثير كبير خلال فترة حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (2006 ـ 2014)، وأصبح قائد فيلق القدس الهالك قاسم سليماني هو الآمر الناهي في العراق، وأسس مليشيات الحشد لتكون رأس الحربة. ومن المتوقع أن يشهد العراق الجديد برئاسة مصطفى الكاظمي تحولا نوعيا من حيث الخروج من العباءة والعودة إلى الحضن العربي من جديد.