ترمب
ترمب
-A +A
«عكاظ» (واشنطن)، حسن باسويد (جدة) baswaid@
بعد استنفار أمني لنحو أسبوعين على وقع المسيرات التي عمت عدداً من المدن الأمريكية احتجاجاً على مقتل المواطن جورج فلويد، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس (الأحد) بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن، مؤكدا أنّ الوضع صار تحت السيطرة. وكتب ترمب على تويتر «أصدرت الأمر إلى حرسنا الوطني بالشروع في الانسحاب من العاصمة بعدما صار كل شيء تحت السيطرة». وأضاف أنّهم سينسحبون «ولكن بإمكانهم العودة سريعا إذا اقتضى الأمر، فالمتظاهرون كان عددهم أقل بكثير عما كان متوقعا». وشكر القوى الأمنية على الجهود التي بذلتها لمكافحة أعمال الشغب والتكسير والنهب. واتهم بعض وسائل الإعلام ومنها شبكة «سي إن إن»، بتأجيج الجمهور والمتظاهرين، إلا أنه أضاف «لحسن الحظ أن جمهورهم ضئيل».

وجاء إعلان ترمب بعد أن أفاد مسؤول أمريكي كبير بأن ترمب قال لمستشاريه خلال اجتماع الأسبوع الماضي إنه يريد نشر 10 آلاف جندي من قوات الجيش في منطقة العاصمة واشنطن لوقف الاضطرابات. وأضاف أن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ووزير العدل وليام بار أوصوا في ذلك الاجتماع الذي شهد خلافات في الرأي بعدم نشر القوات.


من جهته ، استبعد المحلل الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة «بوليتزر» ديفيد كاي جونستون، خسارة ترمب في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر القادم، على الرغم من أن أعمال الشغب التي سببتها وفاة فلويد والآثار الاقتصادية لوباء كورونا، أثارت الشكوك حول فرص إعادة انتخابه. وفي افتتاحية نشرتها صحيفة «إنكويسيتر» الأمريكية أمس ، ذكر جونستون، أنه التقى ترمب لأول مرة عام 1988 وأنه درس شخصيته لمدة 32 عامًا. ولفت إلى أنه يعرف ترمب ودوافعه وطريقة عمله بشكل جيد، موضحاً أنه سيكون خطأ فادحًا أن يراهن الكثيرون على أنه سيخسر انتخابات 2020. ورأى أن الأحداث الراهنة وتداعياتها يمكن أن تساعد ترمب على الفوز.ووفقًا لجونستون، فإنه يجب على ترمب أن يفعل 3 أشياء ليتمكن من إعادة انتخابه، بداية عليه إقناع الأمريكيين بأن المسؤولية الناجمة عن الفايروس تقع على الصين وحكام الولايات ورؤساء البلديات المحليين، والسيطرة على الاضطرابات الاجتماعية التي أعقبت وفاة فلويد، والتي قد تحدث بشكل طبيعي في الأسابيع المقبلة، وثالثا دعم الاقتصاد، إذ سيكون أسهل على ترمب، الذي يمكنه العودة إلى التخفيضات الضريبية وإلغاء اللوائح التجارية، التي بدأت بالفعل على الصعيد البيئي. إضافة إلى ذلك، فإنه من الملاحظ أن غالبية الشركات الأمريكية الكبرى لا تحبذ السياسة الاقتصادية للديمقراطيين في السلطة، وقد يلجأون إلى دعم ترمب من خلال الوعد بخطط التوظيف والتوسعات. وتحدث الكاتب عن قدرة ترمب على جذب المزيد من أصوات الأمريكيين الفقراء من خلال الوعود بفتح العديد من فرص العمل، وهو الذي نجح فعلا خفض نسبة البطالة خلال فترة ولايته، ومن المرجح أن يصوت له أيضا الكثير من الفئة السكانية الأصغر سنًا. وخلص جونستون إلى أن دروس انتخابات نوفمبر الماضي كانت واضحة، فلا تفكر للحظة واحدة أن تستهين بترمب.