وسط بيروت كما بدا أمس بعد أحداث الشغب التي افتعلها أنصار مليشيا «حزب الله» أمس الأول. (عكاظ)
وسط بيروت كما بدا أمس بعد أحداث الشغب التي افتعلها أنصار مليشيا «حزب الله» أمس الأول. (عكاظ)
-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@
حاول «حزب الله» تحويل أنظار اللبنانيين والعالم عن عودة الموجة الثانية من انتفاضة 17 تشرين، وسعى لحرف المسار الذي كانت تتحضر لتأخذه الانتفاضة في مواجهة السلطة على كل المستويات بعدما تداعى إلى مسامعه أن هذه الموجة لن تكون كسابقتها. وسعى «حزب الله» وأنصاره إلى إشعال نار الفتنة بتوجيه الإهانات إلى «أم المؤمنين» السيدة عائشة، وتخويف المتظاهرين ومحاولة تحديد سقف مطالبهم التي يجب ألا تتعدى المطالب المعيشية، والتحذير من أن أي مس بسلاحه ستكون نتائجه حرباً أهلية.

ولكن السؤال، هل تكفي إدانات السلطة؟ وإن تمكن المسؤولون من سحب فتيل التفجير ليل (السبت/‏‏‏الأحد)، فهل يمكن الرهان على لعبة الإمساك بالشارع الذي يغلي جوعاً وفقراً وغضباً؟


الرئيس اللبناني ميشال عون، اكتفى بإدانة التعرض للرموز الدينية. وقال في بيان أمس (الأحد)، إن كلمات الإدانة مهما كانت قوية لا تكفي، معتبرا أن التعرض لأي رمز ديني هو تعرض للعائلة اللبنانية، في إشارة إلى إهانة أنصار حزب الله لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. ودعا عون إلى وأد الفتنة الناجمة عن المساس بمقدسات بعضنا بعضا الدينية والروحية والمعنوية التي من شأنها إن استعرت أن تقوّض الهيكل علينا جميعاً.

واعتبر أن ما جرى الليلة قبل الماضية جرس إنذار للجميع لكي يعوا أنه ليس بالتعرض لمقدسات بعضنا نحقق أي مطلب مهما كان محقاً، وليس بالشتائم نحقق عيشاً كريماً، وليس بالاعتداء على العسكريين والتعرض للمتاجر والمؤسسات نصل إلى أهدافنا.

فيما حذر رئيس البرلمان نبيه بري، من أن الفتنة مجددا تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الأهلي. وقال في بيان: «هي أشد من القتل ملعون من يوقظها، فحذار من الوقوع في أتونها فهي لن تبقي ولن تذر ولن ينجو منها حتى مدبروها وممولوها». ودان التطاول أو الإساءة للمقدسات والرموز والحرمات الإسلامية والمسيحية، متسائلا: «فكيف إذا ما طالت زوجة نبي الرحمة ومتمم مكارم الأخلاق السيدة عائشة؟».

من جهته، حذر الجيش اللبناني من الانجرار وراء الفتنة، وقال في بيان أمس، إن قيادة الجيش ترى أن البلاد قد اجتازت منحنى كان من شأنه أن يجرنا إلى منزلق خطير، إذ إن ما حصل كاد يطيح بالوحدة الوطنية ويمزّق السلم الأهلي ويغذي الانقسام. وأكد وجوب التعامل بمسؤولية ووعي وحكمة للحفاظ على السلم الأهلي وصون الوحدة الوطنية، درءا للوقوع في أفخاخ الفتنة.

ودعا المواطنين إلى ضرورة الوعي لدقة المرحلة وخطورتها، مشددا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية. وأكد أنه لن يتهاون مع أي مخلٍ بالأمن أو عابث بالاستقرار.