من الواضح أن النظام الإيراني يتلقى الضربات من كل حدب وصوب، مع ازدياد الضغوط والعزلة الدولية وتشديد العقوبات الأمريكية، وتقود مجمل المؤشرات إلى تقهقر النظام الإيراني وانكسار شوكته وانحسار الأوراق الطائفية التي أرادت إيران اللعب بها خلال السنوات الماضية.. وباتت طهران تخسر في العراق واليمن ولبنان معا.. وفي سورية هناك تفكك واضح للحرس الثوري والمليشيات الطائفية وعمليات إعادة تموضع لمليشياتها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، إلى جانب عودة الآلاف من قوات الباسيج إلى الداخل الإيراني.وليس هناك شك في أن الضغط الأمريكي المتزايد على النظام الإيراني في الآونة الأخيرة، هو أحد أهم العناصر التي ساهمت في عودة مقاتلي الحرس الثوري الإرهابي إلى طهران، وسط معلومات تفيد أن إعادة تموضع قوات الباسيج لا يأتي في إطار تكتيك عسكري بل يعكس عدم استطاعة الحرس تحمل نفقات التواجد في سورية، فضلا عن التكاليف المالية الباهظة لاستمرار انتشار قوات الحرس الإرهابية في سورية في ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة، ناهيك عن الضغوط المالية الهائلة التي فرضها انتشار وباء كورونا.
ومنذ إعلان المرشد علي خامنئي، في سبتمبر 2011، دعم نظام بشار الأسد في سورية، قدم نظام الملالي بلايين الدولارات له، إذ يعتبر نظام خامنئي وجود الأسد في الحكم ضمانة لمصالحه الإقليمية التوسعية، وساهمت مشاركة قوات الباسيج الإرهابية بقوة إلى جانب النظام السوري في إطالة عمر الأزمة وعرقلة الوصول لحل سياسي.
وبعد تمدد النظام الإيراني في المنطقة من بحر العرب إلى البحر المتوسط، ومن بيروت إلى صنعاء مرورا بدمشق وبغداد، يبدو نظام قم قد دخل مرحلة الاحتضار، بعد أن قتل وعربد، لكنه اليوم يعاني من خزينة مالية صفرية وعقوبات اقتصادية وعزلة عالمية.
هذا التمدد هو الذي جعل نظام خامنئي يعلن أنه يسيطر على 4 عواصم عربية، وكانت تصريحاتهم تنم عن عنجهية لفرض واقع جديد تحت عنوان البرنامج النووي الإيراني. حيث كان الأمر يتعلق بالتوافق على الدور الإقليمي لإيران، لكن المؤامرة الإيرانية لم تكتمل عناصرها، إذ تصدى التحالف العربي للنظام الإيراني وخنقه على الأرض اليمنية.
وفرض الضغط الاقتصادي على نظام خامنئي الخروج غير المعلن والمذل للباسيج من سورية، والذي يتم في ليال ظلماء، إذ باتت عاجزة عن الحصول على أموال مبيعاتها النفطية التي هي المصدر الأساسي للدولة، بعد أن جرى فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، خصوصا بعد أن استنزفت في الحروب والصراعات في سورية ولبنان، لكنها حاولت أن تظهر مقدرتها على الهيمنة على المنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى اليمن لكي تكون قوية في التفاوض على حدود دورها الإقليمي. الخروج الإيراني التدريجي من سورية ربما يكون السيناريو القادم الذي بدأت ملامحه تتضح بالتنسيق مع روسيا. وهذا الأمر حتما سيؤثر على قوة مليشيا «حزب الله» في لبنان، الذي يواجه أزمة مالية خانقة على غرار حليفه الإيراني. إن إيران بدأت بخفض قواتها وإخلاء قواعد عسكرية لها في سورية لأوّل مرّة منذ دخولها إليها بعد اندلاع الثورة في 2011 على النظام. كما قلصت إيران حجم نقلها لأسلحة عبر الرحلات الجوية إلى سورية بسبب العجز المادي. لقد فرضت العقوبات الاقتصادية والمالية على النظام الإيراني واقعا جديدا نتجت عنه خزينة صفرية وعليه دفع ثمن عربدته في سورية.
.. غداً نستكمل
ومنذ إعلان المرشد علي خامنئي، في سبتمبر 2011، دعم نظام بشار الأسد في سورية، قدم نظام الملالي بلايين الدولارات له، إذ يعتبر نظام خامنئي وجود الأسد في الحكم ضمانة لمصالحه الإقليمية التوسعية، وساهمت مشاركة قوات الباسيج الإرهابية بقوة إلى جانب النظام السوري في إطالة عمر الأزمة وعرقلة الوصول لحل سياسي.
وبعد تمدد النظام الإيراني في المنطقة من بحر العرب إلى البحر المتوسط، ومن بيروت إلى صنعاء مرورا بدمشق وبغداد، يبدو نظام قم قد دخل مرحلة الاحتضار، بعد أن قتل وعربد، لكنه اليوم يعاني من خزينة مالية صفرية وعقوبات اقتصادية وعزلة عالمية.
هذا التمدد هو الذي جعل نظام خامنئي يعلن أنه يسيطر على 4 عواصم عربية، وكانت تصريحاتهم تنم عن عنجهية لفرض واقع جديد تحت عنوان البرنامج النووي الإيراني. حيث كان الأمر يتعلق بالتوافق على الدور الإقليمي لإيران، لكن المؤامرة الإيرانية لم تكتمل عناصرها، إذ تصدى التحالف العربي للنظام الإيراني وخنقه على الأرض اليمنية.
وفرض الضغط الاقتصادي على نظام خامنئي الخروج غير المعلن والمذل للباسيج من سورية، والذي يتم في ليال ظلماء، إذ باتت عاجزة عن الحصول على أموال مبيعاتها النفطية التي هي المصدر الأساسي للدولة، بعد أن جرى فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، خصوصا بعد أن استنزفت في الحروب والصراعات في سورية ولبنان، لكنها حاولت أن تظهر مقدرتها على الهيمنة على المنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى اليمن لكي تكون قوية في التفاوض على حدود دورها الإقليمي. الخروج الإيراني التدريجي من سورية ربما يكون السيناريو القادم الذي بدأت ملامحه تتضح بالتنسيق مع روسيا. وهذا الأمر حتما سيؤثر على قوة مليشيا «حزب الله» في لبنان، الذي يواجه أزمة مالية خانقة على غرار حليفه الإيراني. إن إيران بدأت بخفض قواتها وإخلاء قواعد عسكرية لها في سورية لأوّل مرّة منذ دخولها إليها بعد اندلاع الثورة في 2011 على النظام. كما قلصت إيران حجم نقلها لأسلحة عبر الرحلات الجوية إلى سورية بسبب العجز المادي. لقد فرضت العقوبات الاقتصادية والمالية على النظام الإيراني واقعا جديدا نتجت عنه خزينة صفرية وعليه دفع ثمن عربدته في سورية.
.. غداً نستكمل