-A +A
رياض منصور (عمان) riyadmansour@
ظلت العلاقات بين طهران والدوحة تتوسع، حتى أصبحت الدوحة تتبع تعليمات النظام الإيراني نصا وروحا، وأخذت هذه العلاقات منحى أعمق مما يظهر، حيث وقعا في أكتوبر 2015 اتفاقا أمنيا عسكريا تحت مسمى «مكافحة الإرهاب»، وفي أكتوبر 2015 التقى قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي بمدير أمن السواحل والحدود في قطر علي أحمد سيف البديد، ووقع الجانبان اتفاقية تعاون لـ«حماية الحدود المشتركة» بين البلدين، بعد عقد 12 اجتماعا سبق آخر اجتماع لمسؤولين أمنيين للبلدين في 2015، وشمل الاتفاق الأمني العسكري. وعندها قررت المملكة والإمارات والبحرين ومصر، وضع حد للطغيان القطري الداعم للفكر الإرهابي الإيراني والظلامي الإخواني جراء تورطها بدعم الجماعات المتطرفة في ليبيا واحتضانها حركة حماس وتحالفها مع الشيطان التركي الذي يسعى لإشاعة الفوضى والخراب في المنطقة بذات النهج والأسلوب الإيراني، حيث يسعى «سلطان» أنقرة المزعوم لصوملة المنطقة العربية من بوابة الإخوان المسلمين وقطر، لم يكن القرار الرباعي العربي بمقاطعة الدوحة عبثيا وإنما جاء لحماية الأمن القومي العربي وأمن مجلس التعاون الخليجي، الذي كانت تهدده قطر بكل الوسائل عبر دعمها الجماعات المسلحة والمتطرفة، ما يهدد استقرار هذه الدول كحق سيادي لما تمارسه الدوحة من دعم لتنظيمات مشبوهة وتاريخها الطويل المملوء بنكث العهود والاتفاقات التي من شأنها الحفاظ على البيت الخليجي والعربي، واحتضان الجماعات الإرهابية، وبناء جسور علاقات مع إيران، التي تعيش حلم التمدد. إنها سياسة الدوحة وطهران في الطعن من الأمام والخلف.

قطر لم ترتدع بل واصلت تحالفها مع إيران وتركيا، وها هي نتائج هذا التحالف تظهر على الأرض في ليبيا، ولم تكتف الدوحة بذلك بل واصلت إشعال الحرائق في كل الاتجاهات مع مواصلتها دعم الجماعات الإرهابية والمتشددة، التي تعمل على تفكيك مؤسسات الدول بالسلاح والمال، وإيواء العديد من رموز هذه الجماعات على أرضها، وتسخير الآلة الإعلامية لها.


لقد جاء قرار المقاطعة لقطر بعد محاولات عدة لثني الدوحة عن سياساتها تلك، وفقاً لما عرف باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي في 2014، الذي كان يدعو إلى وقف الدعم لتنظيم الإخوان المسلمين وطرد عناصره من قطر، والالتزام بالتوجه السياسي الخارجي لدول مجلس التعاون الخليجي. لقد أثبتت قطر بما لا يدع مجالا للشك أن الدوحة هي بوابة دعم الإرهاب الإيراني والإخواني، وظهر هذا جليا عندما هرول الأمير القطري إلى طهران، لأنه لم يتوان عن مواءمة إيران الداعمة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة لسياساتها التخريبية لدول الجوار والتوسعية الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار هذه الدول، والهيمنة على قرارها السيادي. قطر ما زالت في غيها كونها تبنت المخطط الإيراني لضرب الخاصرة الخليجية. قطر من مستنقع الخيانة والغدر إلى الارتماء في الحضن الفارسي الإرهابي.